أقر مجلس الأمن الدولي بأغلبية 14 صوتاً القرار 2736، الذي يطالب قوات الدعم السريع بإنهاء حصار مدينة الفاشر بولاية الجزيرة السودانية.
ويطالب القرار بالوقف الفوري للقتال والتصعيد في المنطقة، وفتح معبر “أدريه” الحدودي مع تشاد وانسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون أمن المدنيين، سواء من القوات الحكومية أو الميليشيات، بالإضافة إلى السماح للمدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر بالقيام بذلك بما ينسجم مع القانون الدولي.
وألزم القرار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتقديم توصيات لتعزيز حماية المدنيين في السودان، داعياً الأطراف إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار وإزالة العقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تهدد فيه المجاعة ملايين السودانيين.
وحث القرار الدول الأعضاء على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يهدف إلى تأجيج النزاع وعدم الاستقرار، مع احترام حظر الأسلحة.
ومن جانبه، اعترض المستشار في بعثة السودان لدى الأمم المتحدة، عمار محمد محمود محمد، على استخدام معبر “أدريه” لإدخال المعونات، مشيراً إلى أن تكلفة هذا المسار تبلغ ثلاثة أضعاف تكلفة إدخال المعونات عبر مرفأ بورتسودان، ودعا إلى شراء المواد الغذائية من داخل السودان لتقليل التكلفة.
وأكدت نائبة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، أنّا إيفستغنيفا، معارضة بلادها لأي فرض لإدخال المساعدات عبر الحدود دون موافقة السلطات السودانية، معتبرة ذلك تعدياً على سيادة الدولة.
وأشارت إيفستغنيفا إلى أن المشاكل الغذائية في السودان ناتجة عن صعوبة توزيعها والوضع المالي للسكان، وليس عن نقص الإمدادات، داعية إلى التعاون مع الحكومة السودانية لمعالجة هذه المشكلات.
ودعت نائبة المندوب الروسي بعض أعضاء المجلس إلى “التوقف عن التخفي وراء أهداف نبيلة تتمثل في دخول المساعدات الإنسانية إلى السودان، من أجل الترويج لأجنداتها غير البناءة”.
وبدورها، رحبت مندوبة بريطانيا في مجلس الأمن الدولي، باربارا وودورد، بإجماع المجلس على القرار، الذي قدمته بلادها.
وأيدت مندوبة الولايات المتحدة، ليندا غرينفيلد، بإجماع مجلس الأمن، وقالت “إن 25 مليوناً يحتاجون إلى مساعدات”.
ويأتي هذا القرار في وقت يواجه فيه السودان تصعيداً عسكرياً مستمراً، حيث تعتبر الفاشر العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها الدعم السريع، والتي شهدت قتالاً عنيفاً في مايو الماضي، مما أثار مخاوف من تفاقم النزاع.
السودان.. مقتل وفقدان أكثر من ألف مدني في اجتياح قوات الدعم السريع ولاية سنار