في مشهد غير مألوف داخل أحياء العاصمة الجزائرية، أطلق شباب وفنانون مبادرة شعبية بعنوان “حومتك دارك”، أي “حيّك بيتك”، لتحويل الشوارع المهملة إلى فضاءات جمالية تنبض بالحياة والإبداع.
وانطلقت المبادرة من حي برج الكيفان شرقي الجزائر العاصمة، حيث بدأ العمل على تزيين الشارع الرئيسي بمسافة تمتد نحو 450 مترا، باستخدام أدوات زينة، مزهريات، أحجار ديكور، وتصاميم فنية مبتكرة.
وتقف وراء الفكرة سيدة من الحي تواصلت مع المصمم المسرحي موسى نون، الذي بدوره أعد تصميما حضريا كاملا للشارع، وجمع حوله فريقا من الفنانين والمبدعين، معظمهم من خلفيات مسرحية وسينمائية، بينهم الممثل والتقني والمصمم.
وتحدث سفيان خوشي، أحد أعضاء الفريق المكون من 12 مشاركا، عن التحديات قائلا: “بعض السكان وأصحاب المحلات رفضوا التعاون في البداية، ما عطل وتيرة العمل، لكننا ماضون لإكمال المشروع قبل الفاتح من يوليو، وسنقيم حفلا احتفاليا يليق بالمبادرة”.
والفكرة كانت محصورة في حي واحد، بينما يؤكد القائمون على الحملة طموحهم لتعميمها على جميع البلديات، وصرّح خوشي: “نحن مستعدون لتزيين أي حي في الجزائر، وقد التحق بنا متطوعون من مختلف التخصصات، ولدينا خبرة من مشاركاتنا السابقة في فعاليات كبرى، مثل افتتاحية الألعاب العربية”.
ولاقت صور الشارع المزدان بالتفاصيل الفنية رواجا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، وكتب أحد الناشطين: “هذه هي المواطنة الحقيقية”، فيما اعتبر آخر أن “التحول من النقد إلى الفعل هو ما تحتاجه الأحياء الجزائرية لتنهض بنفسها”،ودعا بعض المعلقين السلطات المحلية إلى مرافقة المبادرة وتأطيرها ضمن رؤية حضرية شاملة تحفظ جمالية المدن وتمنع التشويه العشوائي للمشهد العمراني.
وهذه المبادرة لم تضف فقط لمسة جمالية على الحي، بل أعادت تعريف علاقة المواطن بمحيطه الحضري، حيث بات السكان ينظرون إلى أحيائهم كمجال شخصي يستحق العناية والتجميل تماما كبيوتهم، ومع تزايد الحراك الشعبي والوعي الجماعي، قد تكون “حومتك دارك” مجرد بداية لتغيير ثقافي حضري شامل في الجزائر.
اكتشاف مفاجئ لقرية مهجورة بالصحراء الجزائرية