22 يونيو 2025

في تصعيد جديد للأزمة السياسية التي تعيشها مالي، نفذت قوات أمنية تابعة للسلطات الحاكمة حملة دهم واعتقالات خلال اليومين الماضيين استهدفت شخصيات سياسية معارضة، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية بأنها “محاولة لترهيب الأصوات المعارضة”.

وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن رجلين من أبرز وجوه المعارضة تم اختطافهما يوم الخميس الماضي على يد عناصر مسلحة ملثمة ترتدي زي الدرك الوطني، وتستخدم سيارات لا تحمل لوحات، وقالت المنظمة إن أقارب المختطفين بحثوا عنهم في مراكز الأمن والدرك دون جدوى، ما يرجح فرضية التوقيف غير الرسمي أو الإخفاء القسري.

وحددت المنظمة هوية المختطفين وهما: البشير تيام، ناشط شاب وقيادي في حزب “ييليما”، وآلاسان أبا، الأمين العام لحزب “كوديم” ونائب رئيس ائتلاف المعارضة.

وتأتي هذه الحملة الأمنية في ظل سياق سياسي متأزم، منذ أن أطاح الجيش المالي بحكومة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا في أغسطس 2020، قبل أن يرسخ المجلس العسكري سلطته إثر انقلاب ثان في مايو 2021.

ويواجه المجلس اتهامات واسعة بتقويض الحياة الديمقراطية، وقمع الحريات السياسية والإعلامية، ورفضه الوفاء بالتعهدات السابقة بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة.

وينظر إلى حملات التضييق على المعارضة كجزء من استراتيجية أوسع لفرض هيمنة كاملة على المشهد السياسي، لاسيما في ظل غياب جدول زمني واضح للانتخابات، واستمرار التوترات مع الجماعات المسلحة في الشمال، وتعليق المساعدات الغربية بسبب تدهور ملف حقوق الإنسان.

ومن جانبها، طالبت هيومن رايتس ووتش السلطات المالية بالكشف الفوري عن مصير المعارضين المختطفين، والإفراج عنهما دون قيد أو شرط، محذّرة من أن استخدام الأجهزة الأمنية لقمع المعارضين يقوّض أي مسعى حقيقي للعودة إلى الحكم المدني.

 

إيكواس تحتفل بمرور نصف قرن على تأسيسها وسط عاصفة من التحديات

اقرأ المزيد