في حادث جديد يعكس هشاشة قطاع التعدين الحرفي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لقي 12 شخصا على الأقل مصرعهم، فيما فُقد آخرون، جراء انهيار أرضي وقع في منجم للكولتان في بلدة روبايا التابعة لإقليم شمال كيفو شرقي البلاد، وسط صمت حكومي.
وبحسب ما أفادت به وكالة “رويترز”، فإن الانهيار وقع أول أمس الخميس داخل منجم غير رسمي يعمل فيه عشرات السكان المحليين في ظروف تفتقر لأدنى معايير السلامة، وأشارت مصادر محلية في قطاع التعدين والمجتمع المدني إلى أن المأساة دفعت العشرات للفرار من موقع العمل فور الانهيار، وسط تضارب في أعداد الضحايا والمصابين.
ولم تعلن السلطات حتى الآن عن تفاصيل رسمية بشأن أسباب الانهيار، في وقت تؤكد فيه مصادر محلية أن المنطقة تقع تحت سيطرة متمردي حركة “أم-23″، الذين يفرضون ضريبة تصل إلى 15% على إنتاج الكولتان، ما يعكس استغلال الجماعات المسلحة للثروات الطبيعية في تمويل أنشطتها.
وتجدر الإشارة إلى أن مناجم الكولتان في شمال كيفو، رغم عشوائيتها، تزوّد السوق العالمية بنحو سدس احتياجاتها من هذا الخام النادر، الضروري لصناعة الهواتف الذكية والتكنولوجيا المتقدمة، ما يجعل المنطقة في قلب النزاع بين الطمع الاقتصادي والتهميش الإنساني.
ويعيد الحادث المأساوي تسليط الضوء على غياب الرقابة الرسمية واستمرار استغلال العمال الفقراء في مناجم يسيطر عليها أمراء الحرب، وسط تجاهل دولي لمعادلة الثروة مقابل الدم.
ويشكل قطاع التعدين الحرفي في شرق الكونغو الديمقراطية شريانا اقتصاديا حيويا رغم هشاشة بنيته وسقوطه المتكرر تحت سيطرة جماعات مسلحة، ويُستخدم معدن الكولتان، الذي يُستخرج بكثافة من إقليم شمال كيفو، في تصنيع الهواتف الذكية والرقائق الإلكترونية، ما يجعل المنطقة محورا لصراعات إقليمية واقتصادية معقدة.
تقرير: 10 ملايين طفل محرومون من التعليم في غرب ووسط إفريقيا بسبب الفيضانات