عثرت فرق البحث في أسوان على جثث خمسة شباب لقوا حتفهم خلال رحلة تنقيب غير شرعية عن الذهب في جبال العلاقي، وبدورهم الضحايا، الذين فقدوا حياتهم بسبب الجفاف وارتفاع الحرارة، أعادوا تسليط الضوء على مخاطر “الدهابة”.
في حادثة أليمة هزت محافظة أسوان جنوب مصر، عثرت فرق البحث والإنقاذ على جثامين خمسة شبان لقوا حتفهم بعدما ضلوا طريقهم أثناء رحلة تنقيب غير شرعية عن الذهب في جبال منطقة العلاقي النائية.
ووفقاً للتحقيقات الأولية، كان الضحايا ينتمون إلى محافظتي أسوان وسوهاج، حيث انطلقوا في مغامرة محفوفة بالمخاطر بحثاً عن الذهب في تلك المنطقة الجبلية الوعرة، وبعد أيام من اختفائهم، تلقى الأهالي نبأ العثور على جثثهم التي أنهكتها حرارة الصحراء اللاهبة.
وقد باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، حيث تم نقل الجثامين إلى مشرحة أسوان العمومية تمهيداً لاستكمال الإجراءات القانونية. وتشير المعلومات إلى أن الضحايا فقدوا حياتهم بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة الشديدة بعدما ضلوا طريق العودة.
تعيد هذه المأساة تسليط الضوء على ظاهرة “الدهابة” الخطيرة التي تنتشر في صعيد مصر، حيث يخاطر العشرات من الشباب بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر بحثاً عن الذهب في صحاري مصر الجنوبية، وتشتهر مناطق مثل العلاقي بتكرار مثل هذه الحوادث المميتة بسبب وعورة التضاريس وقسوة المناخ.
وكانت السلطات المصرية قد حذرت مراراً من مخاطر هذه الممارسات غير القانونية، خاصة في ظل غياب أدنى معايير السلامة وعدم وجود تراخيص رسمية.
ومع ذلك، تستمر هذه الظاهرة التي تحولت إلى كابوس يطارد العديد من الأسر الفقيرة التي تدفع بأبنائها إلى هذه المغامرة القاتلة بحثاً عن لقمة العيش.
في سياق متصل، تؤكد الجهات الرسمية أن عمليات التنقيب العشوائي عن الذهب تظل محفوفة بمخاطر جسيمة، حيث تفتقر إلى الإشراف الرسمي والتجهيزات اللازمة للحماية من الأخطار الطبيعية.
وقد سجلت السنوات الأخيرة العشرات من الحوادث المماثلة التي راح ضحيتها عشرات الأشخاص بين عطش وانهيارات صخرية وحوادث أخرى.
وتأتي هذه الحادثة لتذكر الجميع بأن ثمن هذه المغامرة قد يكون حياة الإنسان، في وقت لا تزال فيه السلطات تحث المواطنين على الابتعاد عن هذه الممارسات الخطرة واللجوء إلى سبل العيش المشروعة والآمنة.
مصر ترفع أسعار الوقود قبل مراجعة صندوق النقد الدولي