18 يوليو 2025

اجتاحت ظاهرة “المد الأحمر” شواطئ المنستير التونسية، مما أدى إلى نفوق الأسماك وتعطيل نشاط الصيد، ويحذر النشطاء من تلوث المياه الناتج عن المصانع ومحطات التطهير القديمة، ويطالبون بإعلان حالة الطوارئ البيئية.

في مشهد مأساوي، اجتاحت ظاهرة “المد الأحمر” شواطئ محافظة المنستير التونسية، تاركةً وراءها أسماكاً نافقة وروائح كريهة تعكر صفو الحياة في المنطقة.

وتوقف نشاط الصيد تماماً للمرة الثامنة عشرة منذ عام 1994، مما ألحق أضراراً جسيمة بقطاع الصيد البحري الذي يعتمد عليه آلاف العائلات.

ويقول سمير، أحد البحارة المحليين، بمرارة: “عادتنا من رحلة صيد ليلية لنفاجأ بمشهد مرعب: مياه البحر تحولت إلى اللون الأحمر، وأجساد الأسماك تطفو بلا حراك”.

وأضاف بحار آخر يدعى شهاب: “أصبحنا عاطلين قسراً، والسلطات تتجاهل معاناتنا رغم احتجاجاتنا وقطعنا للطرق”.

وكشف الناشط البيئي منير حسين عن الأسباب العميقة للكارثة، مشيراً إلى أن ثلاث محطات تطهير عفا عليها الزمن تلقي يومياً بآلاف الأمتار المكعبة من المياه الملوثة في البحر.

وتفاقمت المشكلة بسبب المصانع المحلية، خاصة تلك المتخصصة في صناعة الجينز التي تستهلك كميات هائلة من المياه ثم تلوث الشواطئ بمخلفاتها الكيميائية.

وأصدرت وزارة الفلاحة تحذيراً شديد اللهجة، نبهت فيه إلى خطورة استهلاك الأسماك النافقة، ومن جانبها، حثت الهيئة الوطنية للسلامة الغذائية المواطنين على شراء الأسماك من نقاط البيع المرخصة فقط.

ووفقاً لتقرير المعهد التونسي للقدرة التنافسية، تحتل تونس المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر خطر الجفاف.

ويوضح الباحث البيئي حمدي حشاد أن ارتفاع درجات حرارة البحر المتوسط بنسبة 20% أكثر من المتوسط العالمي يجعل المنطقة أكثر عرضة لمثل هذه الكوارث البيئية.

ويطالب المجتمع المدني بإعلان حالة الطوارئ البيئية واتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة مصادر التلوث.

ويحذر الخبراء من أن التلوث المستمر قد يكون وراء الارتفاع الكبير في معدلات الإصابة بالسرطان بالمنطقة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80% من الوفيات ناتجة عن أمراض سرطانية.

انتحار الفنانة التونسية عبير الجبالي يُهز المشهد الثقافي

اقرأ المزيد