23 مايو 2025

مصر تعوّل على تحسن الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، عقب الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين في اليمن، لاستعادة حركة الملاحة عبر قناة السويس.

وفي هذا السياق، دعا رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، شركات الشحن العالمية إلى “إعادة النظر في جداول الإبحار” وتشجيع العودة التدريجية لعبور القناة، مؤكداً أن “الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر تشهد تطورات إيجابية”، في إشارة إلى تراجع التهديدات بعد الاتفاق الأخير الذي توسطت فيه سلطنة عمان.

وأعلنت الخارجية العمانية، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الهجمات المتبادلة بين الحوثيين والولايات المتحدة، بما يشمل الكفّ عن استهداف السفن الأمريكية، وهو ما من شأنه ضمان حرية الملاحة وانسيابية الشحن التجاري الدولي في البحر الأحمر وباب المندب.

وشدد ربيع، خلال اجتماع مع ممثلي 25 من كبريات الخطوط والتوكيلات الملاحية، على أهمية “التفاعل الإيجابي مع التطورات الراهنة”، داعياً إلى تضافر الجهود لضمان استعادة الاستقرار الملاحي في المنطقة، معرباً عن استعداد القناة لتقديم كل خدماتها البحرية، من صيانة وإنقاذ وإسعاف وتبديل طواقم، وحتى التخلص الآمن من المخلفات.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود مصر لاستعادة مكانة القناة كممر رئيسي في التجارة العالمية، بعد أن تكبدت خسائر قدرت بنحو 7 مليارات دولار العام الماضي، بسبب تحول شركات الشحن إلى طريق رأس الرجاء الصالح تجنباً لمخاطر المرور عبر البحر الأحمر.

وفي إطار دعم هذه العودة، طرح ممثلو الخطوط الملاحية مقترحات، من بينها تنظيم مؤتمر دولي يقدم رسائل طمأنة لأصحاب السفن، ومنح حوافز مؤقتة تعويضاً عن ارتفاع تكاليف التأمين، في ظل اعتبار البحر الأحمر منطقة عالية المخاطر.

ورأى الخبير في اقتصاديات النقل، الدكتور أحمد الشامي، أن الوقت مناسب للضغط باتجاه عودة الملاحة، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وما يحمله من تحديات مناخية لطريق رأس الرجاء الصالح.

وقال إن “قناة السويس مطالبة الآن بالتواصل المباشر مع عملائها وتكثيف جهود التسويق لخدماتها”، لافتاً إلى أن “التجارة العالمية لا تتحمل كلفة استمرار الدوران حول إفريقيا”.

كما أشار الخبير الاقتصادي، الدكتور وليد جاب الله، إلى أن القناة تعيد تقديم نفسها كممر أكثر أمناً وتطوراً، مشيداً بمواصلة الحكومة المصرية تنفيذ خطط تطوير المجرى الملاحي رغم التحديات.

وقال إن “عودة السفن إلى قناة السويس تمثل مصلحة متبادلة مع شركات الشحن، وتدعم جهود أوروبا للتغلب على ارتفاع تكاليف الإنتاج”.

وفي المقابل، أعرب ممثلو الشركات الملاحية عن تفاؤلهم بالتطورات الأخيرة، واعتبروها “رسائل طمأنة إيجابية” تشجع على العودة، في حين شدد الفريق ربيع على أن القناة جاهزة تقنياً ولوجستياً لتقديم كل الخدمات البحرية التي تحتاجها السفن العابرة.

تدريبات مشتركة بين البحريتين الروسية والمصرية في المتوسط

اقرأ المزيد