22 يونيو 2025

الفنان المغربي بدر سلطان أثار جدلاً واسعاً بعد تداول فيديوهات تُظهر انهياره بالبكاء إلى جانب جثة كلبه “ماو” من نوع “هاسكي”.

وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مشاهد مؤثرة للفنان وهو يعبر عن حزنه الشديد على فقدان كلبه، الذي وصفه بأنه كان رفيقاً وفياً على مدى عشر سنوات، وقال سلطان في أحد المقاطع إن الكلب انتظر عودته من السفر قبل أن يفارق الحياة، في إشارة إلى عمق العلاقة العاطفية التي كانت تجمعه به.

ورغم تعاطف بعض المتابعين، أثار المشهد سيلاً من التعليقات الساخرة والانتقادات، حيث اعتبر عدد من المستخدمين أن الفنان يسعى من خلال هذه المشاهد إلى لفت الأنظار و”تصدر الترند”، في حين رأى آخرون أن مشاعره “مبالغ فيها”، لا سيما بعد تداول أنباء عن إقامته “جنازة رمزية” لكلبه، وهو ما أثار استهجان البعض ووصفوه بـ”الخطوة المستفزة”.

وفي أول رد له على موجة الانتقادات، نفى بدر سلطان عبر خاصية “الستوري” على حسابه في “إنستغرام” ما تم تداوله بشأن تنظيم جنازة لكلبه، وكتب قائلاً: “حيوان بريء جعلوا منه مادة دسمة للترويج للأكاذيب والأخبار الزائفة من طرف بعض الصفحات الصفراء فقط من أجل المشاهدات”.

وأضاف مستنكراً: “عن أي جنازة تتحدثون؟ كلبي مات وحزنت عليه لأنه كان وفياً ومخلصاً أكثر من بعض البشر القساة”.

ومن جانبها، أوضحت الأخصائية النفسية ريم أكراش في تصريح لها أن اختلاف ردود الأفعال تجاه حزن الإنسان على فقدان حيوانه الأليف يعود إلى “ترتيب مجتمعي غير معلن لمستويات الألم المقبول”.

وقالت أكراش إن “مجتمعنا ما زال يعتبر الحزن على فقدان إنسان أمراً مشروعاً، لكنه يقلل من شأن الحزن على فقدان حيوان، ويعتبره تافهاً أو غير مستحق للتعاطف”.

وأضافت أن هذا التفاوت في درجات التعاطف يرتبط أحياناً بصعوبة بعض الأشخاص في التعاطف مع من يختلفون عنهم في الشكل أو الثقافة أو المرجعية، موضحة أن “الإنسان يتعاطف أكثر مع من يشبهه، ولذلك يجد البعض صعوبة في فهم الحزن على كائن غير بشري”.

وأكدت أن الكثيرين يعتبرون حيواناتهم الأليفة مصدراً للحنان والدعم النفسي، خاصة في حالات الوحدة أو الاكتئاب، ما يجعل الفقدان مؤلماً ومؤثراً.

وشددت الأخصائية على ضرورة إدراك أهمية التوعية، مؤكدة أن “هذا التفاوت في التعاطف، رغم واقعيته، غير مبرر”.

ورأت أن من واجب المؤسسات التربوية والإعلامية والثقافية “توسيع دائرة التعاطف وشرح أن الحزن مشروع حتى في حالات لا نفهمها”، محذّرة من أن السخرية من حزن شخص قد تدفعه إلى كبت مشاعره أو التشكيك فيها، ما قد يتسبب لاحقاً في أعراض اكتئابية أو صعوبة في التعبير العاطفي.

وبين التعاطف والسخرية، أعاد مشهد بدر سلطان مع كلبه الراحل طرح أسئلة عميقة حول نظرة المجتمع لمشاعر الحزن، وما إذا كان من حق الإنسان الحداد علناً على فقدان رفيق، حتى وإن لم يكن من بني البشر.

كلب يتسبب في حريق منزل مالكه (فيديو)

اقرأ المزيد