26 مارس 2025

في خطوة مفاجئة، سحبت قناة “فرانس 5” وثائقياً كان مقرراً عرضه الأسبوع المقبل، يكشف تورط الجيش الفرنسي في استخدام أسلحة كيميائية محظورة ضد الجزائريين خلال الثورة التحريرية، دون تقديم مبررات واضحة.

وكان من المفترض أن يُعرض الوثائقي “الجزائر، وحدات الأسلحة الخاصة”، الذي أخرجته كلير بييه، يوم 16 مارس ضمن برنامج “La Case du Siècle”، لكنه أُزيل فجأة من جدول البث في 11 مارس، دون تحديد موعد جديد.

وبحسب صحيفة “ليبيراسيون”، اكتفت القناة الفرنسية بالإعلان عن إتاحته عبر موقعها الإلكتروني، في حين بررت قرار السحب بتخصيصها تغطية خاصة للأزمة الأوكرانية، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى استقلالية القناة في التعامل مع الملفات التاريخية الحساسة.

ويستند الوثائقي، الذي تم عرضه بالفعل عبر التلفزيون السويسري “RTS” يوم 9 مارس، إلى وثائق رسمية تكشف موافقة السلطات الفرنسية عام 1956 على استخدام غاز الخردل في الجزائر، رغم حظر هذه الأسلحة وفق بروتوكول جنيف لعام 1925.

وكشف المؤرخ كريستوف لافاي أن الجيش الفرنسي نفذ أكثر من 440 هجوماً كيميائياً، مستخدماً غازات سامة في عمليات قصف تجاوزت 10,000 هجوم بمناطق مختلفة، ضمن استراتيجية قمع ممنهجة ضد الثورة الجزائرية.

ويأتي هذا الجدل وسط تصاعد النقاشات حول الجرائم الاستعمارية الفرنسية، مما يجعل قرار القناة بسحب الوثائقي مثيراً للشكوك، خاصة مع عدم مصادقة فرنسا رسمياً على حظر الأسلحة الكيميائية إلا عام 1993، ما يسلط الضوء على تناقضها في احترام المعاهدات الدولية.

مالي تُعيّن سفيراً عسكرياً في الجزائر وسط توترات دبلوماسية ومساع للحوار

اقرأ المزيد