24 يونيو 2025

في مقابلة خاصة مع شبكة أخبار شمال إفريقيا، أكد المحلل السياسي والخبير في الشؤون العربية طلعت طه، أن مصر لا تزال متمسكة بمبدأ حل الدولتين باعتباره “الحل الوحيد والأكثر أماناً” لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وشدد على ثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية وارتباطه العميق بالوجدان الشعبي والقيادة السياسية، قائلا إن القاهرة تتحرك في كل المحافل الدولية لضمان حضور القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن “جميع المؤتمرات التي تُعقد في القاهرة لا بد أن تحمل معها هذا الملف”، معتبراً أن التحرك المصري الحالي يهدف إلى وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية، بما يساعد الفلسطينيين على استعادة أراضيهم والعيش في أمان وكرامة.

وأضاف أن “ليس من حق الفلسطيني أن يكون صامداً فحسب، بل من حقه أن يعيش عزيزاً مكرماً على أرضه التي تعرف أصحابها”، مشدداً على ضرورة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 كخطوة أساسية لتحقيق حل الدولتين.

وتابع: “القضية الفلسطينية هي في قلوبنا دائماً، ونحن سند لها في المحافل العربية والإفريقية والدولية، ومن المهم أن تُطرح القضية في كل لقاء ووفد رسمي، وهذا ما تسعى له مصر من خلال تحركاتها في الأمم المتحدة”.

وأشار طه إلى أن اعتراف أكثر من 140 دولة بدولة فلسطين يمثل “نقطة فارقة جداً”، مضيفاً أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تركت أثراً واضحاً، إذ أكد بعدها أن القضية الفلسطينية ستكون على رأس أولويات الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى دعم خاص من فرنسا وإسبانيا وإيرلندا لهذا التوجه.

وفي سياق آخر، شدد طلعت طه على متانة العلاقات المصرية الروسية، معتبراً أنها “ثابتة وتزداد قوة يوماً بعد يوم” في مختلف مجالات التعاون، سواء العسكري أو السياسي أو الاقتصادي.

وأوضح أن مشروع محطة الضبعة النووية يمثل نموذجاً بارزاً لهذه الشراكة، باستثمارات تبلغ حوالي 30 مليار دولار، إلى جانب ما وصفه بـ”الطفرة الكبرى” التي تحدثها الشراكة الروسية في تنشيط الصناعة المصرية وزيادة الشركات المصدرة.

ًوأشار إلى أن السياحة الروسية تشهد انتعاشاً ملحوظاً، حيث بلغ عدد السياح الروس الذين زاروا مصر في عام 2023 حوالي مليون سائح، بزيادة 40% عن عام 2022، ومن المتوقع أن يتجاوز عددهم مليوني سائح خلال العام الجاري، وهو ما يعكس – بحسب طه – نتائج الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو.

كما تطرق إلى حجم الاستثمارات الروسية في المنطقة الصناعية بقناة السويس، والتي تبلغ نحو 7.5 مليار دولار، مشيراً إلى أن هذه المشروعات تأتي في إطار تعزيز الشراكة الصناعية والتجارية مع موسكو، والتي تعززت عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى روسيا بمناسبة احتفالات النصر.

وفي المجال الاقتصادي، أكد طه أن روسيا تُعد المورد الأول للقمح إلى مصر، حيث تستورد القاهرة نحو 9 ملايين طن سنوياً، ما يجعلها الدولة الأكثر استيراداً للقمح الروسي، كما تستورد مصر من روسيا النفط والغاز، في حين تصدر إليها المنتجات الزراعية والمنسوجات والمواد الكيميائية والأسمدة.

وفيما يتعلق بانعكاسات العلاقات المصرية الروسية على التوازن السياسي في إفريقيا، أوضح طه أن موسكو تمثل “شريكاً قوياً” لمصر في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن “الدول التي تدعم مصر في الثقافة والسياسة وحتى التسليح تعزز موقعها إقليمياً ودولياً”.

وأكد أن موسكو كانت دائماً حاضرة في دعم القاهرة، سواء في الماضي أو الحاضر، معرباً عن تفاؤله بتعزيز هذا التعاون في المستقبل، وقال: “نتطلع إلى شراكة أقوى وأفضل مع روسيا في المرحلة القادمة”.

تشغيل”خط الرورو” البحري بين مصر وإيطاليا لتعزيز التجارة

اقرأ المزيد