الكاتب والصحفي المصري أحمد الدريني، نشر عبر حسابه على “فيسبوك”، صورة وصفها بأنها “الأخطر” في ملف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، مشيرا إلى أنها تمثل قرينة قوية على أن مصر هي من رصدت تحركات كوهين وأبلغت سوريا عنه.
وتعود الصورة إلى عام 1963 ونشرتها مجلة “الجندي” السورية آنذاك، توثّق لحظة استقبال رسمي حضره إيلي كوهين إلى جانب شخصيات بارزة مثل الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ، والمفكر البعثي ميشيل عفلق، ورئيس الوزراء الأسبق صلاح البيطار، خلال زيارة رئيس هيئة أركان القيادة العربية الموحدة، الفريق علي علي عامر.
ووفقا للدريني، فإن ملامح كوهين في هذه الصورة لفتت نظر أحد ضباط المخابرات العامة المصرية أثناء مراجعة أرشيف الزيارة، ما دفع القاهرة إلى إبلاغ دمشق فورا عن الاشتباه في الشخصية، وهو ما اعتبره الكاتب “النقطة المفصلية” التي أدت إلى كشف الجاسوس الإسرائيلي المزروع في قلب السلطة السورية.
وربط الدريني هذه الصورة بسلسلة من الشهادات والروايات التي تعزز من فرضية الدور المصري في إسقاط كوهين، مشيرا إلى أن الجاسوس كان يهوديا مصريا من مواليد الإسكندرية، ومتورطا سابقا في فضيحة “لافون”، التي أحبطتها المخابرات المصرية في خمسينيات القرن الماضي، رغم عدم إدانته حينها.
وأضاف الدريني أن كوهين فر لاحقا من مصر، حيث أعادت إسرائيل تجنيده في الأرجنتين تحت هوية “سوري مغترب”، ثم أرسلته إلى دمشق بعد انفصال مصر وسوريا، تجنبا لاكتشافه من قبل ضباط المخابرات المصريين الذين كانوا نشطين في سوريا خلال فترة الوحدة.
ويدعم الدريني روايته باستشهادات من كتب إسرائيلية، من بينها “جاسوس من إسرائيل” للمؤلفَين بن بورات ويوري دان، و”وحيدا في دمشق” للصحفي الإسرائيلي شموئيل شيغف، والذي أورد أن المخابرات المصرية استفسرت عن كوهين بعد اعتقاله في سوريا، ما يعكس وجود رصد استخباراتي مسبق.
كما طرح الكاتب احتمال ضلوع أسماء مصرية بارزة في العملية، من بينها رأفت الهجان (رفعت الجمال)، الذي يُعتقد أنه تعرف على كوهين من ماضيهما المشترك في الإسكندرية، أو اللواء أمين هويدي رئيس جهاز المخابرات العامة في الستينيات، إلى جانب إشارات لعملية استخباراتية متزامنة نفذها ضابط مصري أرمني يُدعى كيبوراك يعقوبيان داخل إسرائيل باستخدام أسلوب زراعة مشابه.
وفي ختام حديثه، أشار الكاتب إلى محاولة إسرائيلية فاشلة لسرقة جثمان كوهين من إحدى مقابر اليهود في غوطة دمشق، في تأكيد على الأهمية الرمزية التي يمثلها كوهين لدى جهاز “الموساد”، حيث تم لاحقا ضم وحدته الخاصة إلى فرقة “سيزاريا” المعروفة بعملياتها السرية والاغتيالات.
ويأتي هذا الحديث عقب عملية استعادة أرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من سوريا، والتي كُشف عنها أمس الأحد.
مصر.. اكتشاف مبنى أثري قبطي نادر في أسيوط