تستأنف عدة شركات نفط دولية عملياتها في ليبيا بعد قرابة عقد من الانقطاع، بالتزامن مع استعداد المؤسسة الوطنية للنفط لطرح مناقصة تشمل 22 منطقة نفطية بهدف جذب الاستثمارات وتعزيز الإنتاج المحلي.
ووفقاً لتقرير مجلة “بيتروليوم تكنولوجي” الأمريكية، بدأت شركة “ريبسول” الإسبانية عمليات الحفر الاستكشافي في الجنوب الليبي، بعد تلقي ضمانات أمنية.
ومن المقرر أن تحفر الشركة ست آبار نفطية ضمن مناطق التراخيص التابعة لها في حوض مرزق، بعمق يصل إلى 1844 متراً.
وأشارت المجلة إلى أن التعاون بين شركات النفط الدولية والمؤسسة الوطنية للنفط يمثل “لحظة محورية” لإعادة بناء الثقة في قطاع الطاقة الليبي، الذي تأثر بشدة جراء عدم الاستقرار السياسي والصراع المسلح.
ووفق تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في ديسمبر الماضي، تسعى المؤسسة الوطنية للنفط إلى رفع إنتاج النفط الخام والمكثفات إلى مليوني برميل يومياً بحلول نهاية 2025، عبر تدشين مشاريع جديدة وإعادة تأهيل الحقول المتضررة، إضافة إلى تحسين إمدادات الطاقة.
وفي هذا السياق، أعلنت شركات “إيني” الإيطالية و”بي بي” البريطانية استئناف أنشطة الاستكشاف في حوض غدامس، حيث بدأت أعمال الحفر في بئر A1-96/3، تحت إشراف شركة “مليتة للنفط والغاز”، وهي مشروع مشترك بين “إيني” والمؤسسة الوطنية للنفط، ومن المتوقع أن يصل عمق البئر إلى 3147 متراً.
وإلى جانب ذلك، بدأت شركة “أو إم في” النمساوية عمليات حفر استكشافي في حوض سرت، فيما تخطط شركة “أكاكوس” (المملوكة جزئياً لريبسول وتوتال إنرجز وإكوينور) لزيادة إنتاج حقل الشرارة من 260 ألف برميل يومياً إلى 320 ألف برميل يومياً، وهي طاقته الإنتاجية القصوى.
وفي إطار خططها لجذب الاستثمارات الأجنبية، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط عن طرح 22 منطقة بحرية وبرية للاستكشاف خلال 2025، بهدف دعم قطاع الطاقة المحلي وزيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يومياً خلال السنوات المقبلة.
وتشير بيانات مؤسسة “زاكس” للأبحاث الاستثمارية إلى أن إنتاج النفط الليبي بلغ 1.4 مليون برميل يومياً في 2024، وهو المستوى الأعلى منذ 2013، ما يعكس تعافي القطاع رغم التحديات الأمنية والسياسية.
ليبيا.. الإعدام لـ16 متهماً في قضية “المقابر الجماعية في ترهونة”