19 مارس 2025

يستقبل السودانيون شهر رمضان للعام الثاني وسط أجواء الحرب، حيث غابت مظاهر الاحتفاء المعتادة لتحل محلها المخاوف الأمنية وارتفاع الأسعار، مما جعل الشهر الكريم يختلف كلياً عن الأعوام السابقة.

وأوضح تقرير لـ”سكاي نيوز” أنه قبل الحرب، كانت شوارع الخرطوم ومدن السودان تكتسي بمظاهر الاستعداد لرمضان، من حملات نظافة إلى صيانة الإضاءة، وكانت موائد الإفطار الجماعية سمة بارزة تجمع الجيران وعابري السبيل.

ولكن اليوم، باتت العاصمة شبه خالية بعد أن فرّ منها حوالي 80% من سكانها، ولم يتبقَ سوى القليل ممن أجبرتهم الظروف على البقاء، مثل محمد شريف، أحد سكان منطقة الكلاكلة، الذي قال في التقرير: “كان شارعنا يضم 50 أسرة تتجمع على موائد الإفطار، أما الآن فلا تجد سوى ثلاث أو أربع أسر، والكل يحتمي بمنازله خوفاً من سقوط قذيفة طائشة أو بسبب الركام الذي يملأ الطرقات”.

وتعيش الأسواق التي كانت تعج بالمتسوقين قبل رمضان الآن ركوداً شديداً بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار، حيث زادت تكلفة السلع المحلية بنسبة تتراوح بين 200 و400% مقارنة بما قبل الحرب.

وباتت السلع المستوردة شبه معدومة بسبب انهيار الجنيه، الذي تجاوز سعر صرفه 2500 مقابل الدولار، مقارنة بـ600 جنيه قبل اندلاع القتال، كما أن فقدان 60% من السكان لمصادر دخلهم، إضافة إلى أزمة شح السيولة بسبب تغيير العملة، زاد من صعوبة الوضع.

وأوضح علي يوسف، الذي خرج بحذر من منزله في منطقة الثورات، في التقرير أنه فوجئ بأن الميزانية التي خصصها لشراء مستلزمات رمضان لا تكفي لنصف احتياجاته، قائلاً بحسرة: “لم يعد بالإمكان تجهيز مائدة إفطار عامرة كما اعتدنا، سنكتفي بالقليل لسد رمق الصيام”.

فيضانات جنوب السودان تشرد الآلاف وتزيد من حالات الكوليرا والملاريا

اقرأ المزيد