تقرير صادر عن مختبر الشؤون الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية، يكشف أن قوات الدعم السريع أحرقت 18 قرية في شمال دارفور، شملت مناطق الفاشر، طويلة، دار السلام، وكلمندو.
وأوضح التقرير أن هذا التصعيد جاء ضمن حملات انتقامية مستمرة تشنها الدعم السريع في القرى بشمال دارفور، خاصة شمال كتم وغرب وجنوب الفاشر، أدت إلى نزوح أكثر من 605 آلاف شخص بين أبريل 2024 ويناير 2025.
وأشار التقرير، إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت آثاراً حرارية تدل على الإحراق الممنهج للمباني في هذه القرى بين 19 فبراير و16 مارس.
كما رصدت صور أخرى، التقطت في 15 مارس، 60 عربة تجرها الحمير في مسارات تتوافق مع حركة نزوح سكان القرى المستهدفة.
ونوه التقرير إلى أن القرى المتضررة، خاصة في جبل مرة ودار السلام، تُعد مصدراً رئيسياً للغذاء والسلع إلى الفاشر، ما يجعل استهدافها محاولة لقطع الإمدادات عن المدينة التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أبريل 2024، دون أن تتمكن من السيطرة عليها حتى الآن.
ووفقاً للفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في الفاشر، فإن 16 مدنياً قتلوا في هجمات على 37 قرية جنوب الفاشر يومي 14 و15 مارس، بينما تعرض مخيم أبو شوك للنازحين للقصف بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى تضرر 12 مبنى خلال الفترة من 12 إلى 15 مارس.
ويأوي المخيم 190 ألف نازح يعانون من مجاعة منذ ديسمبر الماضي، مع توقع استمرارها حتى مايو المقبل، ويشمل هذا الوضع الكارثي خمس مناطق أخرى، ثلاث منها قرب الفاشر واثنتان في جنوب كردفان.
ويسلط التقرير الضوء على استراتيجية الدعم السريع في تهجير سكان القرى المحيطة بالفاشر، في محاولة لفرض حصار كامل على المدينة ومنع وصول الغذاء والإمدادات، إلا أنها لم تحقق هدفها بعد.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار النزاع المسلح الذي يعصف بالإقليم، مما يزيد من معاناة المدنيين ويدفع بالمزيد من النازحين نحو أوضاع إنسانية كارثية.
“قوات الدعم السريع” تتهم الإسلاميين بعرقلة المفاوضات في السودان