16 مايو 2025

جمعية “التحدي للمساواة والمواطنة” في المغرب تطلق حملة بعنوان “العمل المنزلي ليس إهانة”، بدعم من الأمم المتحدة، لتقدير جهود النساء في المنازل وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتستهدف الحملة نشر الوعي بأهمية توزيع الأعباء المنزلية بشكل عادل.

أطلقت جمعية “التحدي للمساواة والمواطنة” في المغرب حملة وطنية واسعة تحت شعار “العمل المنزلي ليس إهانة” و”العمل المنزلي هو عمل حقيقي”، بهدف تثمين الدور الكبير الذي تقوم به آلاف النساء المغربيات يومياً في المنازل، وإحداث تحول جذري في النظرة المجتمعية لهذا العمل.

وتأتي هذه المبادرة بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المغرب، وتهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين من خلال تشجيع الرجال والفتيان على المشاركة الفعالة في توزيع المهام المنزلية ومسؤوليات الرعاية بشكل أكثر إنصافاً.

وأوضحت رئيسة الجمعية، بشرى عبدو، أن هذه الحملة تتماشى مع التزام الجمعية بتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في المغرب، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو “تغيير العقليات والعمل مع الشباب، نساءً ورجالاً، لاعتبار العمل المنزلي عملاً إنسانياً يمكن لكلا الجنسين القيام به بحب ومسؤولية، دون أن يُنظر إليه على أنه مساس بالرجولة”.

وأضافت عبدو أن “العمل المنزلي مضنٍ وصعب جداً، ويتطلب إدارة مهام متعددة ومتنوعة”، مؤكدة على ضرورة “دق ناقوس الخطر” لدفع الدولة إلى الاعتراف بهذا العمل، خاصة في ظل استعداد المغرب لإصدار مدونة الأسرة الجديدة.

وأشارت عبدو إلى أن “العمل المنزلي للنساء ظل لسنوات طويلة غير مرئي، مما عزز عدم المساواة بين الجنسين”، معتبرة أن الوقت قد حان لتقاسمه بشكل عادل.

كما أوضحت أن هذا العمل لا يقتصر على الأعمال المنزلية الروتينية فحسب، بل يشمل أيضاً رعاية الأطفال وكبار السن، وهي مهام تتطلب جهداً كبيراً ولا تحظى بالتقدير الكافي.

وشددت على أن “ربات البيوت اللواتي يقمن بهذه المهام الشاقة يستحققن نوعاً من العرفان، بما في ذلك الحق في الاستفادة من الممتلكات المتراكمة أثناء الزواج”.

وتستمر الحملة لمدة 19 شهراً، حيث سيتم تنفيذ أنشطتها في عدة مدن مغربية، بما في ذلك الدار البيضاء وسطات ومراكش وآسفي.

وستشمل الحملة العمل مع الشباب داخل المؤسسات التعليمية والجامعات، وتنظيم ندوات توعوية، وإنتاج بودكاست، بالإضافة إلى توظيف منصات التواصل الاجتماعي والتواصل المباشر مع الأسر.

كما أعلنت الجمعية عن توفير مواكبة ميدانية للأسر، مدعومة بتطبيق إلكتروني مبتكر لقياس حجم العبء المنزلي الحقيقي الذي تتحمله النساء، بهدف تقليص الوقت المخصص للأعمال المنزلية بساعة واحدة على الأقل يومياً.

وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، فإن النساء المغربيات يتحملن أكثر من 90% من إجمالي الوقت المخصص للأعمال المنزلية، بمتوسط خمس ساعات يومياً، مقارنة بـ 43 دقيقة فقط للرجال.

وتسلط هذه الأرقام الضوء على الفجوة الكبيرة في توزيع الأعباء المنزلية، والتي تأمل الحملة في تقليصها من خلال تغيير الثقافة المجتمعية.

وتعد هذه المبادرة خطوة مهمة نحو الاعتراف بقيمة العمل المنزلي غير المدفوع الأجر، ودفع عجلة المساواة بين الجنسين في المغرب، في وقت تشهد فيه البلاد نقاشات واسعة حول حقوق المرأة وإصلاح منظومة الأسرة.

صراع نسائي على منصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية

اقرأ المزيد