شمال بوركينا فاسو يشهد موجة عنف دموية، بعدما شنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” هجوما واسع النطاق، أمس الأحد، استهدف معسكرا للجيش في منطقة “جيبو” التابعة لإقليم الساحل، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين.
وبحسب مصادر أمنية، فإن المسلحين تمكنوا من السيطرة المؤقتة على المعسكر العسكري، قبل أن يعمدوا إلى نهبه وتخريب منشآته، كما أفادت التقارير بأنهم أطلقوا نيرانا كثيفة على طائرات عسكرية كانت متمركزة في الموقع.
ولم يكن الهجوم على “جيبو” معزولا، إذ تزامن مع سلسلة اعتداءات متفرقة في مناطق متوترة من البلاد، حيث تعرّض مركز شرطة في منطقة “سابسي” وسط الشمال لهجوم مسلح، تلاه عمليات نهب وإضرام للنيران في محلات تجارية، ما أدى إلى حالة من الفوضى والذعر بين السكان المحليين.
وفي الوقت ذاته، سجلت تقارير ميدانية وقوع هجمات أخرى في مدن “سولي” شمال البلاد، و”بوكو” في وسط الشمال، و”يوندي” في وسط الشرق، دون تأكيد رسمي لحصيلة الضحايا أو الأضرار في هذه المواقع، وإن تحدثت مصادر محلية عن سقوط قتلى ووقوع أضرار مادية جسيمة.
وتأتي هذه التطورات الأمنية الخطيرة في وقت حساس تشهده البلاد، حيث عاد الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري إلى العاصمة واغادوغو بعد زيارة رسمية إلى موسكو، التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وناقشا سبل تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين.
وتُعد جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” إحدى أبرز الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل، وتكثف عملياتها ضد القوات النظامية في بوركينا فاسو والنيجر ومالي منذ أعوام، وسط تعثر جهود بسط الأمن وتفاقم أزمة النزوح والفراغ الحكومي في المناطق الريفية.
تأسيس “كونفدرالية دول الساحل” بين بوركينا فاسو، مالي، والنيجر