13 يوليو 2025

كشف تقرير لمؤسسة “فريدريش إيبرت” عن قصور النهج الأوروبي تجاه الصراع المغربي-الجزائري، مشيراً إلى أن سياسة الحياد تهدد المصالح الاستراتيجية، ودعا التقرير إلى اتخاذ خطوات ملموسة لرأب الصدع وتعزيز الحوار بين البلدين.

في تحليل معمق للعلاقات الإقليمية، كشف تقرير صادر عن مؤسسة “فريدريش إيبرت” الألمانية عن القصور في النهج الأوروبي تجاه الصراع المغربي-الجزائري، معتبراً أن سياسة التردد والحياد التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي تهدد مصالحه الاستراتيجية في المنطقة.

وأشار التقرير المنشور بمجلة “السياسة والمجتمع الدولي” إلى أن الموقف الأوروبي الحالي يفتقر إلى الرؤية الاستباقية، حيث يكتفي بإدراج مبدأ علاقات الجوار الجيدة في تعامله مع البلدين، دون بذل جهود ملموسة لرأب الصدع بينهما.

وأكد الباحثون أن هذا النهج التوفيقي لم يعد مجدياً في ظل تصاعد حدة التوترات وتداعياتها السلبية على المصالح الأوروبية.

ولفت التقرير إلى أن الخلاف المغربي-الجزائري ليس مجرد نزاع ثنائي يمكن احتواؤه، بل تحول إلى أزمة إقليمية تمس مباشرةً أمن الطاقة الأوروبي بعد إغلاق أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، كما أثر سلباً على التعاون الأمني في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.

وأضاف أن تصاعد العنف في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يجب أن يكون إنذاراً لأوروبا من عواقب التردد في معالجة الأزمات الإقليمية.

وشدد التقرير على ضرورة أن يتبنى الاتحاد الأوروبي سياسة أكثر جرأة، تقوم على رعاية حوارات غير رسمية بين النخب المغربية والجزائرية من مختلف القطاعات، مع الاستفادة من التجارب الناجحة في مناطق أخرى من المتوسط حيث تمكنت أطراف متنازعة من إيجاد سبل للتعاون رغم الخلافات السياسية، كما دعا إلى تفعيل دور منظمات مثل “الاتحاد من أجل المتوسط” لخلق قنوات اتصال بديلة.

وفي ختام التقرير، حذر الباحثون من أن استمرار سياسة الموازنة بين الرباط والجزائر لم يعد خياراً مستداماً، خاصة مع تصاعد خطاب الكراهية الذي يهدد بترسيخ العداء بين الشعبين.

وأكدوا أن “ميثاق المتوسط الجديد” يمثل فرصة ذهبية للاتحاد الأوروبي لإثبات جديته في معالجة هذا الصراع، داعين إلى الانتقال من مرحلة الخطابات إلى مرحلة الأفعال قبل فوات الأوان.

المغرب يلاحق مؤثرات “تيك توك” بسبب استغلال الأطفال ومحتويات غير أخلاقية

اقرأ المزيد