العلاقات الجزائرية الفرنسية تشهد تصعيداً غير مسبوق، حيث أشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن الحكومة الفرنسية، بقيادة الوزير الأول فرنسوا بايرو، تتجه نحو فرض واقع جديد في العلاقة مع الجزائر.
وأوضحت التقارير أن تصعيد الحكومة الفرنسية مدفوع بمواقف متشددة داخلها، خصوصاً من وزير الداخلية برونو روتايو، الذي تلقى تكوينه السياسي داخل التيارات اليمينية المتطرفة.
وأشار موقع “فرانس آنفو” إلى أن الخط المتشدد الذي يقوده روتايو ووزير العدل بات يفرض تصوره في إدارة الأزمة، على حساب أصوات أخرى داخل الحكومة تدعو إلى التهدئة، مثل جماعة اليسار المشكل من مانويل فالس، إليزابيت بورن وإيريك لومبارد.
وفي الوقت ذاته، يعمل بايرو على تعزيز موقفه السياسي وضمان بقاء حكومته عبر التقرب أكثر من اليمين المتطرف، الذي يمكنه أن يؤثر على مصيرها.
وتوقعت صحيفة “لوفيغارو” المقربة من اليمين الفرنسي استمرار جمود العلاقات بين البلدين خلال الفترة المتبقية من حكم الرئيس إيمانويل ماكرون، فيما نقلت عن مصدر دبلوماسي قوله إن الأزمة أصبحت “عميقة للغاية”، وأن العلاقات الفرنسية الجزائرية “معلقة بحكم الأمر الواقع”، معتبراً أن عام 2025 قد يكون “سنة بيضاء” في تاريخ العلاقات بين البلدين.
ورغم التصعيد، سمحت السلطات الفرنسية بدخول أئمة جزائريين إلى فرنسا للإشراف على تأطير الجالية الجزائرية خلال شهر رمضان، وفق ما نشرته مجلة “ماريان”، غير أن وزارة الشؤون الدينية الجزائرية لم تعلن رسمياً عن تنظيم هذه العملية، كما كان يحدث في السنوات السابقة.
وردّت الجزائر بقوة على التصريحات المتشددة الصادرة عن الحكومة الفرنسية، وحملت باريس المسؤولية عن التصعيد، مؤكدة عدم اتخاذها أي خطوة نحو القطيعة، في موقف رأت صحيفة “لوموند” أنه يعكس توتراً متزايداً بين البلدين.
وفي الداخل الفرنسي، ظهرت مواقف سياسية ناقدة لهذا التصعيد، حيث اعتبر الوزير الأول الأسبق دومينيك دو فيلبان أن سياسة لي الذراع لن تنجح مع الجزائر، فيما شدد المؤرخ بنجامين ستورا على ضرورة تدخل الرئيس ماكرون بشكل عاجل لتوجيه العلاقات نحو مسار أكثر هدوءاً.
وأما في الشارع الفرنسي، فقد نقلت صحيفة “لوباريزيان” تصريحات بعض الجزائريين المقيمين في فرنسا، ومنهم المدعو عمر، الذي رأى أن اتفاقية الهجرة لعام 1968 لم تعد تقدم امتيازات حقيقية، معتبراً أن “الاعتقاد بأن الجزائريين يحصلون على معاملة تفضيلية هو مجرد وهم”.
الشرطة الجزائرية تطيح بشبكة إجرامية متخصصة في النصب