تسجيل صوتي متداول يطيح بزعيم المعارضة في تشاد ورئيس الوزراء السابق سوكسيه ماسرا، بعد اتهامه بالتحريض على العنف في أحداث دموية بإقليم لوغون الغربي أواخر أبريل.
واعتُقل ماسرا في 16 مايو الجاري في العاصمة إنجامينا، ووجهت إليه النيابة العامة تهماً تتعلق بـ”التحريض على الكراهية، والتواطؤ في القتل والحرق العمد، وتدنيس القبور”، وذلك استناداً إلى تسجيل صوتي نُسب إليه وألقي جزء منه باللغة المحلية، ويعود تاريخه إلى مايو 2023.
وتقول الحكومة إن التسجيل تضمن تحريضاً ضد فئة من السكان “غير الأصليين” للمنطقة.
وفي مؤتمر صحفي، صرح وزير الإدارة الإقليمية واللامركزية، ليمات محمد، بأن التسجيل لعب دوراً في إشعال فتيل “مذبحة منظمة وممنهجة” أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 41 شخصاً خلال اشتباكات قبلية دامية في المنطقة.
وأوضح أن التسجيل يُعد دليلاً على تخطيط مُسبق لأعمال العنف التي اندلعت مؤخراً.
وفي المقابل، نفى فريق الدفاع عن ماسرا صحة التسجيل، واصفين إياه بـ”تلاعب رقمي تم عبر الذكاء الاصطناعي”، مؤكدين أن موكلهم يتعرض لحملة سياسية تهدف إلى إسكات صوت المعارضة.
ووصف حزب “المتحولون” الذي يتزعمه ماسرا، عملية الاعتقال بأنها “اختطاف سياسي” تم بعد استدعائه للتحقيق بشأن خطابه القديم.
وأثار توقيت الاتهامات انقساماً حاداً في الساحة السياسية، إذ اعتبر معارضون أن القضية محاولة لتصفية حسابات سياسية في أعقاب إطلاق ماسرا حملته المعارضة في نجامينا، واتهامه العلني للرئيس محمد إدريس ديبي إيتنو.
وبينما دافعت الأغلبية الرئاسية عن الإجراءات المتخذة، مؤكدة أنها تأتي في إطار تطبيق القانون، وأن القضاء يعمل باستقلالية تامة.
وفي هذا السياق، أوضح المدعي العام أن الخطاب القديم لم يفقد أثره، بل أثّر على السياق الحالي، مشدداً على أن العدالة ستتولى التحقيق “بناءً على وقائع وتحريض واضح على التمرد والعنف”.
مجلة “جون أفريك” الفرنسية علّقت على القضية باعتبارها ذات أبعاد سياسية واضحة، خصوصاً أن ماسرا عاد من المنفى إلى تشاد بعد توقيعه على اتفاقيات كينشاسا عام 2024، التي أتاحت له دخول الحكومة، قبل أن يعود إلى صفوف المعارضة لاحقاً.
وترى المجلة أن جزءاً من الطبقة السياسية يشعر بالندم على توقيع تلك الاتفاقات.
ويشير مصدر حكومي تشادي إلى أن “الكثيرين ما زالوا يحملون ماسرا مسؤولية أحداث 20 أكتوبر 2022″، التي قُتل فيها العشرات خلال احتجاجات ضد تمديد المرحلة الانتقالية، مضيفاً أن التسجيل الصوتي الأخير أعاد الجدل السياسي إلى الواجهة، في وقت حرج تمر به البلاد.
تشاد تُنهي اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا وتعزز السيادة الوطنية