20 مارس 2025

تزايد استخدام الطائرات المسيرة في نزاعات الساحل الإفريقي، خاصة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، يثير مخاوف أمنية وحقوقية بسبب احتمالية استهداف المدنيين، وسط اعتماد الجيوش والجماعات المسلحة على هذه التقنية بشكل متزايد.

تشهد منطقة الساحل الإفريقي، وخاصة دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تزايداً ملحوظاً في استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) ضمن النزاعات المسلحة، مما يثير مخاوف من تداعيات خطيرة على الأمن وحقوق المدنيين.

هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد الهجمات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي الذي تعاني منه المنطقة، رغم ما تتمتع به من ثروات طبيعية.

وأصبحت الطائرات المسيرة أداة رئيسية في الصراعات الدائرة، حيث تمكنت الجماعات المسلحة والمتشددة من امتلاكها واستخدامها لاستهداف قوات الجيش والأمن المحلي، مما ينذر بتصاعد حدة المعارك في منطقة لم تشهد الاستقرار منذ سنوات.

وفي المقابل، عززت الحكومات التي جاءت عبر انقلابات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيتر قدراتها الجوية بشكل كبير، بدعم من شركاء دوليين عالميين.

وأشار الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، إلى أن الطائرات المسيرة أصبحت تحتل حيزاً مهماً في المجال الجوي لمنطقة الساحل الإفريقي، وذلك نتيجة لصفقات عسكرية كبيرة أبرمتها الأنظمة الحاكمة مع دول مثل تركيا، التي تروج لنجاحات طائرتها المسيرة “بيرقدار” في المنطقة.

وأوضح ديالو أن هذه الأنظمة ترى في الطائرات المسيرة أداة فعالة لمواجهة الجماعات المسلحة، حيث تم استخدامها بشكل مكثف في عمليات عسكرية، مثل محاولة استعادة مدينة كيدال من سيطرة المتمردين في مالي.

وأضاف الخبير العسكري أن الطائرات المسيرة لعبت دوراً محورياً في تلك العمليات، ولا تزال الجيوش المحلية تعتمد عليها بشكل كبير في شن ضربات ضد التنظيمات المتشددة، مثل جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة، أو ضد الانفصاليين الطوارق.

من جهته، أكد الناشط الحقوقي المالي، إبراهيم أنصاري، أن استخدام الطائرات المسيرة من قبل الجيوش والجماعات المسلحة على حد سواء له تداعيات خطيرة على المدنيين.

وقال أنصاري إن المئات من المدنيين لقوا حتفهم في غارات جوية تم تنفيذها باستخدام هذه الطائرات، مشيراً إلى أن الجيوش المحلية تدعي أنها تستخدمها فقط لأغراض استخبارية وضربات دقيقة، لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك.

وأضاف أنصاري أن الجماعات المسلحة أيضاً تتحمل مسؤولية كبيرة في استهداف المدنيين، مما يفاقم من معاناة السكان في منطقة تشهد أصلاً نزاعات مستمرة وعدم استقرار سياسي.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الاتهامات للجيوش المحلية والجماعات المسلحة بارتكاب جرائم حرب عبر استخدام الطائرات المسيرة، حيث تم توثيق حالات قصف استهدفت مواقع مدنية.

وبينما تستمر النزاعات في التفاقم، يبقى المدنيون هم الأكثر تضرراً في ظل تصاعد استخدام التكنولوجيا العسكرية الحديثة، مما يطرح تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين مواجهة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً.

النيجر.. مقتل 15 مدنيا بهجمات مسلحة

اقرأ المزيد