“تريند الكركم” يثير الجدل في مصر وتحذيرات رسمية من هدر المياه

“تريند الكركم” أثار جدلاً واسعاً في مصر، وسط تباين في ردود الفعل بين مشاركين وجدوا فيه متعة بصرية، وآخرين أعربوا عن قلقهم من آثاره السلبية، خاصة ما يتعلق بهدر مياه الشرب.

ويقوم هذا التريند على إذابة الكركم في كوب من الماء، وتسليط ضوء — غالباً من الهاتف — على الكوب، ما يجعل جزيئات الكركم تتلألأ كالذهب داخل الماء، في مشهد اعتبره البعض مدهشاً وجذاباً من الناحية الجمالية.

ومع التوسع السريع في تداول الفيديوهات التي توثق هذه الظاهرة، أصدرت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة الأقصر جنوبي مصر بياناً حذّرت فيه من المشاركة في ما وصفته بـ”تريند الكركم المضيء”، مشيرة إلى أنه يهدد الأمن المائي في البلاد.

وأكدت الشركة أن هذه الظاهرة، التي اكتسحت منصات التواصل الاجتماعي، قد تؤدي إلى هدر غير مسبوق لمياه الشرب، خصوصاً مع تكرار التجربة في المنازل، داعية المواطنين إلى ضرورة ترشيد استخدام المياه والابتعاد عن الممارسات غير المسؤولة.

ومن جهته، قال اللواء أحمد رمضان، رئيس مجلس إدارة الشركة، إن هذا التريند، ورغم طابعه الترفيهي، يعكس غياب الوعي بمخاطر استنزاف الموارد المائية، معتبراً أن أي شكل من أشكال الإسراف في استهلاك المياه هو سلوك مرفوض يستدعي حملات توعية شاملة، خاصة لدى فئة الشباب.

وشدد البيان على أن استنزاف مياه الشرب في تجارب ترفيهية “أمر غير مقبول على الإطلاق”، داعياً إلى التصدي لهذه الظواهر من خلال التوعية المجتمعية ومخاطبة مختلف الشرائح، لا سيما الأجيال الجديدة.

وفي المقابل، شهدت المنصات الاجتماعية تفاعلات متباينة، حيث شارك عدد كبير من المستخدمين في التجربة، فيما أبدى آخرون معارضة شديدة لها، محذرين من أنها تندرج ضمن “إهدار الموارد” و”الاستهلاك غير المسؤول”.

وتنوعت ردود الفعل بين من اكتفى بالمشاهدة، ومن اعتبر التجربة مسلية وبسيطة، ومن استغل الحدث للحديث عن الفوائد الصحية للكركم، في حين نبّه آخرون إلى خطورة تناول المياه التي تم خلطها بالكركم، خاصة إذا لم تكن نظيفة أو إذا استُخدمت لأغراض غير صحية.

كما لم تخلُ التفاعلات من تعليقات فكاهية، عبّر فيها البعض عن سخريتهم من التريند، بينما كتبت إحدى المعلقات وتُدعى “هند”: “ترند الكركم على فكرة ممكن يبقى حرام! مش علشان الكركم، لكن علشان الاستعراض والتبذير اللي ملوش معنى!”، في إشارة إلى الانتقادات الدينية والاجتماعية التي لحقت بالظاهرة.

“بي إن بي باريبا” يتوقع تراجع الجنيه المصري مقابل الدولار