شنت الولايات المتحدة فجر اليوم الأحد، سلسلة ضربات جوية وصاروخية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو، ونطنز، وأصفهان، ما دفع لردود فعل تباينت بين الدعوة للتهدئة واستنكار الضربات.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض أن العملية “أدّت إلى تدمير تام لهذه المواقع، وأن أي رد من طهران سيلاقى برد أقوى بكثير”، بينما أكد البنتاغون أن الهدف هو”:تقليص قدرات إيران على تطوير برنامج نووي وعسكري يهدد مصالح أميركا وحلفاءها في المنطقة”، مشيرا إلى استخدام قنابل GBU‑57، طائرات B‑2، وصواريخ توما هوك أُطلقت من غواصات أميركية.
وعلى الجانب الإيراني اعتبر طهران أن الهجوم يشكل “عدوانا سافرا” وانتهاكا لمبادئ القانون الدولي، وأوضح وزير الخارجية الإيراني، عباس عارقجي، أن لدى طهران “جميع الخيارات، بما فيها العسكرية، للرد”، في وقت أكد المركز الإيراني للسلامة النووية غياب أي إشعاعات حول الأهداف المستهدفة.
دوليا دعت الأمم المتحدة إلى العودة الفورية إلى المسار الدبلوماسي، أما بريطانيا والاتحاد الأوروبي واليابان فطالبا بإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، وذلك في سياق دعم ضمني للضربات التي تهدف لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وفي المقابل أدانت بكين، عبر وسائل إعلام حكومية، الضربات الأمريكية، محذرة من عواقب المؤامرات العسكرية التاريخية في المنطقة، ومشيرة إلى أن هذا ليس سوى تكرار لـ”أخطاء استراتيجية”، مثل غزو العراق عام 2003، ورأت أن الحل المستدام لا يأتي عبر الأعمال العسكرية، بل من خلال الحوار الدولي.
ومن جانبه ندد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، بوضوح الضربات الأمريكية واعتبر أن ترامب “أشعل حربا جديدة”، وسلط الضوء على احتمال أن تتحول الحرب إلى مواجهة عالمية ثالثة، فيما وصف رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما، ليونيد سلوتسكي، الضربات بأنها بلا مبرر قانوني وأنها تمثل خرقا للقانون الدولي، محذراً من اندلاع صراع إقليمي يتجاوز الشرق الأوسط.
وعبر الكرملين عن بالغ قلقه من تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط، محذرا من دخول المنطقة “إلى هاوية لا استقرار فيها”، وجدد عرض دور الوسيط، خاصة مع وجود موظفين روس في منشآت نووية إيرانية، ولا سيما محطة بوشهر.
العراق.. مسلحون يقصفون قاعدة أربيل الأمريكية بطائرة مسيرة (فيديو)