محكمة طنجة في المغرب أدانت 5 قاصرين بالسجن 34 سنة لتورطهم في مقتل التلميذ عماد، في جريمة عنف مدرسي هزّت الرأي العام المغربي في نوفمبر 2024 قرب ثانوية عمر بن عبد العزيز.
وتعود تفاصيل الجريمة إلى يوم 20 نوفمبر، حين نشب شجار بين مجموعة من التلاميذ قرب ثانوية عمر بن عبد العزيز بمدينة طنجة، سرعان ما تحول إلى اعتداء جسدي خطير، تلقى خلاله الضحية طعنات قاتلة على مستوى البطن، ما أدى إلى وفاته لاحقاً رغم محاولات إسعافه.
وأثارت القضية صدمة وحزناً عميقاً في الأوساط التعليمية والمجتمعية بالمدينة، بعد تداول تفاصيل الجريمة التي أودت بحياة التلميذ عماد، والتي وُصفت بأنها نتيجة مباشرة للعنف المتصاعد بين التلاميذ.
وبعد مراجعة وقائع القضية، قررت المحكمة إعادة تكييف التهم من “المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد إلى المشاركة في الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه باستعمال السلاح”.
وقضت الهيئة القضائية بسجن ثلاثة من المتهمين لثماني سنوات، فيما نال الآخران أحكاماً بالسجن لخمس سنوات نافذة.
وألزمت المحكمة جميع المدانين الخمسة بأداء تعويض مدني لأسرة الضحية قدره 20 مليون سنتيم عن كل متهم، كما حملت أولياء أمورهم مسؤولية التضامن في دفع التعويضات.
وأما المتهم الرئيسي في القضية، البالغ من العمر 18 عاماً، فقد صدر بحقه حكم بالسجن 20 سنة في مارس، بتهمة “الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه”، بعد أن أُحيل ملفه إلى محكمة الجنايات بشكل منفصل عن باقي المتهمين القاصرين.
وخلال جلسات المحاكمة، أدلى المتهم الرئيسي بإفادته مؤكداً أنه كان في حالة “دفاع عن النفس” بعد تعرضه لهجوم من قبل الضحية ورفاقه، على حد زعمه.
وقال إن السكين الذي استخدمه في العراك كان قد سقط من أحد المهاجمين، واستعمله بشكل عشوائي، ما أسفر عن إصابة قاتلة للضحية.
واختلفت الروايات بشأن سبب النزاع، إذ أشار المتهم إلى أنه شجار عادي بين تلاميذ، بينما ذكرت شهادات أخرى أن الحادث انطلق من خلاف حول سرقة سلسلة، ما أدى إلى تفجر مواجهة دامية انتهت بجريمة مأساوية.
وسلّطت القضية الضوء مجدداً على تفشي ظاهرة العنف داخل الوسط المدرسي، ما أثار مطالبات واسعة باتخاذ تدابير عاجلة لحماية التلاميذ وتعزيز الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية.
المغرب.. ثماني شركات تسيطر على سوق الأعلاف