المغرب ومصر يعززان علاقاتهما العسكرية وسط تحولات جيوسياسية، حيث يسعى البلدان لتطوير شراكتهما الاستراتيجية في الدفاع، وشهد اجتماع وزير الإنتاج الحربي المصري والسفير المغربي مناقشة فرص التوسع في الصناعات الدفاعية بين البلدين.
تشهد العلاقات بين المغرب ومصر تطوراً ملحوظاً في المجال العسكري، في ظل تحولات جيوسياسية متسارعة تعيد تشكيل التوازنات الإقليمية، مما دفع البلدين إلى تعزيز شراكتهما الاستراتيجية في مجال الدفاع والأمن القومي.
عقد وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري، محمد صلاح الدين مصطفى، مؤخراً اجتماعاً مع السفير المصري لدى المغرب، ناقشا خلاله سبل تعزيز التعاون العسكري الثنائي، مع التركيز على فرص الاستثمار المشترك في الصناعات الدفاعية.
وتطرق اللقاء إلى توسيع حضور الشركات المصرية المتخصصة في الصناعات العسكرية بالسوق المغربية، وجذب استثمارات مغربية مماثلة نحو مصر.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار التحالف الاقتصادي الاستراتيجي بين البلدين، الذي تجسد بإطلاق “المنتدى المصري المغربي للاستثمار والتجارة”، بهدف تجاوز التوترات التجارية السابقة وتعزيز التعاون في مجالات متعددة، أبرزها الصناعات الدفاعية.
سجلت ميزانيات الدفاع في كل من المغرب ومصر قفزات كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية، في إطار سعي البلدين إلى تحديث ترسانتهما العسكرية، وتنويع مصادر التسلح، وتعزيز القدرات الصناعية المحلية.
ووفقاً لخبراء، فإن هذا التعاون العسكري المتصاعد يعد الأبرز منذ عقود، حيث كان التعاون بين البلدين في السابق مركزاً على الجوانب الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، بينما يشهد اليوم تحولاً نحو شراكة أمنية وعسكرية أعمق.
في تصريحات صحفية، قال الدكتور تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، إن “التعاون العسكري بين المغرب ومصر ليس جديداً، لكنه يشهد حالياً تطوراً نوعياً، خاصة في ظل التحديات الأمنية الإقليمية والدولية المتزايدة”.
وأشار الحسيني إلى أن أول تعاون عسكري كبير بين البلدين كان خلال حرب أكتوبر 1973، عندما شاركت قوات مغربية في القتال إلى جانب الجيش المصري ضد إسرائيل.
وأضاف أن الاجتماع الأخير بين الوزير المصري والسفير المغربي يمثل خطوة استكشافية قد تمهد لمزيد من التعاون، خاصة أن مصر تمتلك خبرة واسعة في الصناعات الدفاعية يمكن للمغرب الاستفادة منها.
أوضح الحسيني أن المغرب يسعى إلى تنويع شركائه في مجال التسلح، سواء مع الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية أو تركيا، في إطار استراتيجية تحديث القوات المسلحة الملكية.
وأكد أن التقارب المصري المغربي يأتي في سياق عالمي متغير، حيث تفرض التحولات الجيوسياسية على الدول العربية تعزيز تعاونها لضمان أمنها القومي.
ولفت الخبير إلى أن هذا التعاون يحمل أبعاداً اقتصادية مهمة، إذ يسعى البلدان إلى تطوير صناعات دفاعية محلية قادرة على تلبية احتياجاتهما والتوجه نحو التصدير.
وأشار إلى أن المغرب يمثل منصة استراتيجية تربط أوروبا بإفريقيا، بينما تمتلك مصر قاعدة صناعية دفاعية متطورة يمكن تعزيزها عبر الاستثمارات المغربية.
اختتم الحسيني بالقول إن “تعزيز الشراكة العسكرية والاقتصادية بين المغرب ومصر يمكن أن يساهم في تشكيل تكتل إقليمي قوي، قادر على اتخاذ قرارات مستقلة في عالم يشهد تحولات متسارعة وتحديات أمنية متزايدة”.
يُذكر أن هذا التقارب يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جذرية، مما يدفع الدول العربية إلى تعزيز تعاونها الاستراتيجي لمواجهة التهديدات المشتركة والحفاظ على استقرارها.
المغرب.. العثور على جثة مرشد سياحي داخل فندق في ورزازات