المبعوثة الأممية إلى ليبيا تؤجل طرح خريطة الطريق أمام مجلس الأمن

المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، بدّدت التوقعات بشأن الإعلان عن خريطة طريق جديدة لحل الأزمة السياسية في البلاد، بعد إسقاط هذا الملف من أجندة إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي.

وكشف مصدر صحفي، أن تيتيه أبلغت الأطراف السياسية الليبية بأن غياب الخريطة عن إحاطتها يعود إلى عدم استكمال المشاورات الموسعة مع مختلف مكونات المجتمع الليبي، مؤكدة أنها تسعى لعرض خيار يستند إلى إرادة الليبيين، وليس فقط رؤية البعثة.

وفي هذا الإطار، كثّفت البعثة الأممية مشاوراتها العامة، وأطلقت استطلاعاً إلكترونياً للرأي يتيح للمواطنين التعبير عن موقفهم من أربعة خيارات رئيسية، من بينها إجراء الانتخابات بوجود حكومتين، أو دمجهما باتفاق سياسي، أو توزيع السلطة التنفيذية على ثلاث حكومات إقليمية، أو تشكيل حكومة جديدة واحدة ذات صلاحيات محددة.

وفيما ترى الأمم المتحدة أن هذه المشاورات ضرورية لصياغة خارطة طريق قابلة للتنفيذ وتحظى بالمصداقية، انتقد عدد من المتابعين والسياسيين طبيعة الخيارات المطروحة، واعتبروها محاولة لإعادة إنتاج الأجسام السياسية الحالية، وتجاهلاً لخيار انتخاب سلطة جديدة من الشعب مباشرة.

وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد الاحتجاجات في طرابلس، والتي تطالب بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وسط اتهامات لها بالفشل في معالجة الأوضاع الأمنية والمعيشية.

كما تسبق جلسة مجلس الأمن اجتماعاً للجنة المتابعة الدولية بشأن ليبيا، عُقد مؤخراً في العاصمة الألمانية، وأكد المشاركون فيه دعمهم للجنة الاستشارية التي تيسرها البعثة الأممية، في سعيها لتحديد مسارات عملية لمعالجة القضايا الخلافية في البلاد.

وفي المقابل، طالب عدد من رؤساء الأحزاب وعمداء البلديات الذين التقوا تيتيه بتعزيز فاعلية البعثة وتكييف مهامها مع الواقع الليبي، بما يتماشى مع السيادة الوطنية، وتفعيل دورها في الجنوب الليبي، وفق ما أفاد به رئيس حزب نبض الوطن، الحمري الشاوش.

وفي السياق ذاته، التقى فريق المراجعة الاستراتيجية للبعثة الأممية قيادات ليبية بارزة، من بينها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وعضوا المجلس موسى الكوني وعبدالله اللافي، إضافة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة وعدد من نواب البرلمان، حيث أجمعت التصريحات الرسمية على أهمية تطوير أداء البعثة وصياغة خطط تتماشى مع تطلعات الليبيين وتعزز سيادة الدولة ووحدتها.

مباحثات ليبية تونسية لتسهيل العبور ونقل البضائع بين البلدين