منظمة العفو الدولية، اتهمت في تقرير صدر اليوم الخميس، الإمارات بإعادة تصدير أسلحة صينية متطورة إلى قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني منذ أكثر من عامين.
وأورد التقرير أن تلك الأسلحة شملت قنابل موجهة ومدافع ميدانية، استخدمت في جبهات عدة من بينها العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، وتمت مصادرتها من قبل الجيش السوداني، وهو ما يمثل بحسب المنظمة “خرقاً واضحاً” لحظر الأسلحة المفروض على السودان.
وتزامن صدور التقرير مع تصعيد ميداني لافت، حيث أعلن الجيش السوداني أن طائرات مسيّرة استهدفت اليوم الخميس، ولليوم الخامس على التوالي، مناطق خاضعة لسيطرته في شرق وجنوب البلاد، من بينها مدينة بورتسودان الساحلية، التي تتخذها الحكومة مقراً مؤقتاً لها.
وقال مصدران في الجيش لوكالة “فرانس برس” إن الهجمات طالت القاعدة البحرية الرئيسية قرب بورتسودان، ومستودعات وقود في مدينة كوستي (جنوب)، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة من سكان المدينة الساحلية، التي كانت قد ظلت بعيدة نسبياً عن النزاع المسلح المستمر منذ أبريل 2023.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر عسكري فضل عدم الكشف عن هويته أن الطائرات المسيّرة “استهدفت مجدداً قاعدة فلامينغو البحرية شمال بورتسودان”، مشيراً إلى أن دوي انفجارات سمع في المنطقة بعد تنفيذ الهجوم، وهو الثاني من نوعه هذا الأسبوع، إذ سبق أن استُهدفت القاعدة نفسها يوم الأربعاء.
وبحسب الجيش، فإن الطائرات المسيّرة تُستخدم من قبل قوات الدعم السريع، مستفيدة من “أسلحة استراتيجية ومتطورة” حصلت عليها من دولة الإمارات، في حين تواصل أبوظبي نفي هذه الاتهامات بشكل قاطع.
وتعد مدينة بورتسودان مركزاً حيوياً للمساعدات الإنسانية، وتضم مقار العديد من وكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى آلاف النازحين الذين فروا من مناطق الاشتباك.
وفي رد فعل دولي، أعربت السفارة الأمريكية في السودان عن “إدانتها الشديدة” للهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيّرة، واستهدفت البنية التحتية الحيوية والأهداف المدنية في بورتسودان ومناطق أخرى، مؤكدة أن مثل هذه الضربات تمثل تصعيداً خطيراً للنزاع وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
فريق تحقيق أممي يوثق انتهاكات مروعة في السودان