منظمة الصحة العالمية أطلقت تحذيرا جديدا بشأن الانتشار المتسارع لوباء الكوليرا في السودان، مشيرة إلى أن خطر انتقال العدوى إلى الدول المجاورة، وفي مقدمتها تشاد، بات وشيكا، خاصة في ظل تدهور الخدمات الصحية وغياب التمويل الكافي.
وأفاد ممثل المنظمة لدى السودان، الدكتور شبل صهباني، أن المرض تفشى في 13 ولاية حتى الآن، من بينها شمال وجنوب دارفور، المتاخمتان للحدود التشادية، حيث تستقبل الأخيرة مئات الآلاف من اللاجئين الهاربين من الحرب الأهلية.
وكشف صهباني أن عدد الوفيات المسجلة في الموجة الأخيرة من التفشي بلغ 1854 حالة، محذرا من أن موسم الأمطار المرتقب سيزيد الوضع سوءًا ويعقّد جهود الاحتواء.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن تراجع التمويل الإنساني خلق بيئة مثالية لانتشار الأوبئة، مضيفا: “إذا لم نتحرك سريعا للاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر، والتطعيم، والتوعية المجتمعية، فإننا نواجه خطر توسع الكوليرا إلى مناطق أوسع، ليس في السودان فحسب، بل في دول الإقليم بأكمله”.
وفي سياق متصل، أشار صهباني إلى أن القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، المستمر منذ أكثر من عامين، أدى إلى تدمير واسع للمرافق الصحية، وانقطاع متكرر للكهرباء والمياه، خصوصًا في الخرطوم، ما ساهم في زيادة حالات الإصابة، لا سيما في المناطق الحضرية المكتظة.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى فتح ممرات إنسانية آمنة، وتنفيذ وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل السماح بتنفيذ حملات تطعيم جماعية، تستهدف ليس فقط الكوليرا، بل أيضا أوبئة أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك، التي تشهد انتشارا متزامنا في عدد من الولايات السودانية.
يذكر أن الكوليرا تعد من الأمراض شديدة العدوى، وتنتقل عادة عبر المياه والغذاء الملوثين، وتؤدي إلى إسهال حاد قد يفضي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم تتم معالجتها سريعا، خصوصا في المناطق ذات البنية التحتية المتدهورة.
الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي