في زيارة تحمل أبعادا تتجاوز الطابع البروتوكولي، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو، حيث ناقشا ملفات إقليمية ملتهبة يتصدرها الوضع في غزة، إلى جانب تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتزامن اللقاء مع مشاركة السيسي في احتفالات الذكرى الـ80 لـ”عيد النصر” الروسي، يعكس مؤشرات على تحول نوعي في مستوى التنسيق المصري–الروسي تجاه قضايا الشرق الأوسط.
وأبرز اللقاء توافقا واضحا بين القاهرة وموسكو بشأن أهمية كبح التصعيد في الشرق الأوسط، وخاصة في قطاع غزة، حيث شدد الرئيسان على ضرورة تفعيل الجهود الدولية لوقف العنف، وتقديم الدعم لإعادة الإعمار، انطلاقا من قرارات القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في مارس الماضي.
وأثنى الرئيس بوتين على الدور المصري كقوة استقرار في الإقليم، واعتبر مشاركة السيسي في الاحتفال العسكري دليلا على “الروابط التاريخية العميقة” بين البلدين.
لم تقتصر المباحثات على الجانب السياسي فحسب، بل شملت ملفات التعاون الثنائي، حيث أعرب الزعيمان عن تطلعهما لنجاح “اللجنة المصرية–الروسية المشتركة” المقرر انعقادها في مايو الجاري، والتي من المنتظر أن تناقش مشاريع كبرى في مجالات الطاقة، والصناعة، والسياحة، والزراعة.
وتسعى مصر إلى تعميق شراكاتها الاقتصادية مع موسكو في وقت يشهد فيه النظام الدولي تحولات تفرض إعادة تموضع استراتيجي متعدد الأقطاب.
وأعاد السيسي في الملف الفلسطيني، طرح الرؤية المصرية الداعية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم. في المقابل، أكد بوتين دعم بلاده لجهود إعادة الإعمار في غزة، مشيدا بجهود القاهرة في احتواء التوترات الإقليمية.
وامتدت المحادثات امتدت إلى ملفات سوريا وليبيا والسودان، حيث اتفق الطرفان على أهمية الحلول السياسية، بينما كرر السيسي موقف مصر الراسخ بضرورة تغليب الحلول الدبلوماسية في العملية العسكرية الروسية الأوكرانية، بما يحفظ الأمن والاستقرار الدوليين.
وشارك الرئيس السيسي في العرض العسكري الذي أقيم في الساحة الحمراء، والذي شهد للمرة الأولى “مشاركة وحدات من الشرطة العسكرية المصرية”، في خطوة اعتُبرت سابقة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الأمني.
أزمة الغذاء الإفريقي.. مساع دولية ناقصة