خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، اتهم السودان الإمارات بمحاولة اغتيال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في مدينة بورتسودان.
وفي كلمة ألقاها المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس أكد أن المحاولة فشلت، مشدّداً على أن الإمارات تمارس ضغوطاً غير عادلة داخل المجلس للتأثير على الموقف الدولي من الحرب في السودان.
وقال إن الإمارات تسعى لإسكات صوت السودان داخل المجلس، تحت ذريعة أن الخرطوم تستخدم منبر الأمم المتحدة للدعاية، فيما شدد على أن بيانات بلاده كانت دائماً مدعومة بالحجج والأدلة القانونية والإحصاءات، وتلقى دعماً من جهات حقوقية ودولية.
وأوضح الحارث أن التدخل الإماراتي في السودان يهدف إلى تقويض مسؤولية مجلس الأمن في صون السلم والأمن الدوليين وفق المادة (24) من ميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن أبوظبي تقود “عدواناً مبرمجاً وممنهجاً” عبر تسليح مليشيا الدعم السريع وتقديم الدعم اللوجستي لها.
وأشار إلى أن الهزائم المتتالية التي لحقت بمليشيا الدعم السريع دفعت الإمارات إلى تصعيد عسكري نوعي، باستخدام طائرات مسيرة وأسلحة متطورة، ما أدى إلى تدمير بنى تحتية أساسية في السودان، من بينها منشآت نفطية ومحطات كهرباء ومرافق مدنية، لافتاً إلى أن هذه الهجمات استهدفت مدناً مثل بورتسودان وأم درمان وعطبرة وكوستي.
وكشف إدريس عن أن الإمارات تسعى للهيمنة على البحر الأحمر من خلال استهداف مدينة بورتسودان، كونها العاصمة الإدارية المؤقتة والميناء الرئيسي للبلاد، مشيراً إلى أن خطة الهجوم هدفت إلى تغيير ديناميكيات الحرب وقطع سلاسل التوريد وتعطيل العمليات الإنسانية وقتل المسؤولين.
واتهم السفير الإمارات ببناء قاعدة عسكرية في نيالا ضمن خطة للسيطرة على دارفور وإسقاط مدينة الفاشر، ضمن مشروع استراتيجي أوسع للتمدد في البحر الأحمر والساحل الإفريقي، مضيفاً أن أبوظبي تعتمد على مليشيا الدعم السريع كـ”حصان طروادة” لإعادة برمجة التركيبة الجيوسياسية والديمغرافية للسودان.
وأوضح الحارث أن الإمارات زودت المليشيا بمنظومات دفاعية جوية وأرضية وطائرات مسيّرة ومرتزقة، وشاركت في دعمهم دول مثل تشاد وشرق ليبيا، في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2736 الصادر في 2024، و1591 الصادر عام 2005.
وكشف أن الهجمات التي بدأت منذ 4 مايو استهدفت منشآت مدنية ونفطية، وأدت إلى حرائق استمرت أياماً، وعمليات قصف على مدن كوستي وعطبرة والأبيض، وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم نزلاء في سجون ونازحون في معسكرات بدارفور.
وأشار المندوب السوداني إلى أن القوات المسلحة السودانية شنت هجوماً في 3 مايو على طائرة إماراتية بمطار نيالا، أسفر عن مقتل أجانب، من بينهم طيار كيني، مما أدى إلى هجمات انتقامية على بورتسودان وقاعدة فلامنغو البحرية.
وقال إن أجهزة الملاحة في البحر الأحمر تعرضت لتشويش إلكتروني ممنهج بالتزامن مع الهجمات، يعتقد أنه ناجم عن تدخل عسكري مشترك بين الإمارات ودول أخرى تمتلك قدرات بحرية متقدمة، بما في ذلك استخدام صواريخ كروز ومسيرات من البحر الأحمر.
وختم الحارث مداخلته بمطالبة مجلس الأمن بعقد جلسات علنية بشأن السودان، وعدم السماح بالتأثيرات الخارجية التي تهدف إلى حجب صوت بلاده ومنعها من عرض قضيتها، مؤكداً أن السودان لن يتنازل عن حقه في الدفاع عن سيادته وكرامة شعبه، داعياً المجتمع الدولي إلى التصدي لما وصفه بـ”العدوان الممنهج”.
منظمة: حركة نزوح كبيرة في السودان جراء المعارك