24 يونيو 2025

لا تزال آلة الحرب تحصد الأرواح في السودان، حيث تتواصل المواجهات الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تصاعد مأساوي في الخسائر البشرية وتفاقم الانهيار الإنساني في عدة مناطق، خصوصا شمال دارفور وأم درمان.

وفي أحدث التطورات، أعلنت قوات “درع السودان” الموالية للجيش مقتل عشرة من عناصرها إثر استهداف طائرة مسيرة لمعسكرهم في منطقة جبل الأبايتور بوسط البطانة. ووصفت القوات الهجوم بأنه “جبان”، مؤكدة في بيان رسمي أنها ستواصل القتال حتى “تحقيق النصر”.

وبالتوازي، كثف الجيش ضرباته الجوية على مواقع قوات الدعم السريع في مدينة بارا شمال كردفان، كما فرض طوقاً عسكريا مشددا على مواقع الأخيرة في منطقة صالحة جنوبي أم درمان، في محاولة لتضييق الخناق على تحركاتها.

وفي شمال دارفور، شهد مخيم أبو شوك للنازحين واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ أسابيع، حيث أسفر قصف مدفعي على سوق “نيفاشا” داخل المخيم عن مقتل 14 مدنيا على الأقل وإصابة عدد آخر، بحسب ما أكدته غرفة الطوارئ بالمخيم.

واتهمت الغرفة قوات الدعم السريع بتنفيذ القصف، الذي طال أيضا مساجد ومنازل سكنية، ما رفع حصيلة الضحايا بين المدنيين.

وتعيش الأسر النازحة في المخيم أوضاعا إنسانية كارثية، مع توقف المركز الصحي الوحيد عن العمل وتعطل معظم المطابخ الجماعية بسبب انعدام الموارد، حيث لا تزال مطبخ واحد فقط يقدم خدماته، وأمام تواصل القصف العشوائي، اضطر السكان لحفر ملاجئ أرضية بدائية باستخدام أدوات بسيطة في محاولة لحماية أنفسهم، دون أن ينجح ذلك في وقف سيل الضحايا اليومي.

ودخل النظام الصحي في أم درمان مرحلة حرجة بعد استهداف متكرر لمحطات الكهرباء من قبل طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مستشفيات حيوية مثل مستشفى النو ومستشفى البلك،  وأعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أن المستشفيين يواجهان نقصا حادا في الأوكسجين والمياه، مما ينذر بانهيار كامل للخدمات الطبية.

وتأتي هذه التطورات عقب هجوم استهدف ثلاث محطات كهرباء رئيسية في أم درمان في 14 مايو، وهو رابع هجوم من نوعه خلال العام الحالي، كما سبق أن تعرّض سد مروي، المزود الرئيسي للطاقة في البلاد، لهجمات مماثلة، ما جعل استقرار الشبكة الكهربائية في عموم السودان هشا ومتقلبا.

ويواجه السودان أزمة مركبة تشمل الانهيار الأمني، وانعدام الخدمات الأساسية، وتفاقم المعاناة الإنسانية في مخيمات النازحين، وفي الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات المسلحة، يضطر المدنيون للحفر بأيديهم تحت الأرض بحثا عن الأمان، في مشهد يلخص بؤس الحرب الممتدة بلا نهاية.

 

الجيش السوداني: إحباط تهريب أسلحة نوعية إلى الفاشر

اقرأ المزيد