20 يونيو 2025

رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، يشكّل لجنة للتحقيق في اتهامات أمريكية باستخدام الجيش لأسلحة كيميائية بدارفور، تزامناً مع إعلان الدعم السريع السيطرة على ثلاث مدن في جنوب وغرب كردفان.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان رسمي إن اللجنة التي أمر البرهان بتشكيلها تضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع إلى جانب جهاز المخابرات العامة، وستتولى التحقيق في المزاعم الأمريكية، وترفع نتائج عملها مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة.

وأوضحت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي في إطار “حرص السودان على الشفافية”، ورفض الحكومة السودانية القاطع للاتهامات الأمريكية التي تزعم استخدام الجيش لأسلحة محظورة.

كما أكدت التزام السودان التام بتعهداته الدولية، بما في ذلك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

ويأتي تشكيل اللجنة بعد أسبوع من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أنها خلصت إلى أن القوات المسلحة السودانية استخدمت أسلحة كيميائية في النزاع المستمر في البلاد.

ووفقاً للبيان الأمريكي، فإن واشنطن تعتزم فرض عقوبات على السودان تشمل قيوداً على التصدير وخطوط الائتمان الحكومية، على أن تدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ بحلول السادس من يونيو المقبل، عقب إخطار الكونغرس الأمريكي.

وفي السياق العسكري، أعلنت قوات الدعم السريع عن تقدم ميداني جديد في ولايتي جنوب وغرب كردفان، مؤكدة سيطرتها مجدداً على مدن الدبيبات والحمادي والخوي، بعد معارك ضارية ضد الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان رسمي إنها حققت “انتصاراً كبيراً” في مدينة الدبيبات الواقعة على بُعد نحو 190 كيلومتراً من مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، وتمكنت من تكبيد القوات المسلحة والمجموعات الداعمة لها خسائر فادحة، إضافة إلى الاستيلاء على مركبات قتالية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

وأضاف البيان أن السيطرة على الدبيبات تأتي ضمن خطة شاملة لتحرير المناطق التي يسيطر عليها الجيش، بهدف تمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم بعد ما وصفته بـ”حملات التطهير العرقي والانتهاكات الوحشية”.

وبثت عناصر من الدعم السريع مقاطع مصورة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهروا فيها داخل مدينة الدبيبات، مؤكدين طرد الجيش السوداني منها.

وفي ولاية غرب كردفان، دارت معارك عنيفة بين الجيش السوداني، مدعوماً بالقوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح، من جهة، و قوات الدعم السريع من جهة أخرى في مدينة الخوي.

وأعلنت الدعم السريع أنها تمكنت من فرض سيطرتها الكاملة على المدينة، مؤكدة أن هذا التقدم يعزز وجودها في الإقليم ويمنحها أفضلية ميدانية استراتيجية.

ولكن بالمقابل، أصدرت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني بياناً نفت فيه استيلاء الدعم السريع على مدينة الخوي، مؤكدة أنها صدّت الهجوم وحققت “انتصاراً كاسحاً” في المعركة، مشيرة إلى أنها قتلت أكثر من 344 من مقاتلي الدعم السريع بينهم قياديون ميدانيون، ودمرت عدداً من سيارات الدفع الرباعي واستولت على 67 مركبة.

وقال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، أحمد حسين، إن “المليشيات حاولت مهاجمة دفاعاتنا خارج المدينة، لكن قواتنا كانت في كامل الجاهزية”، مضيفاً أن “معركة الخوي شكّلت نقطة تحول مفصلية، وأثبتت قدرتنا العالية على التصدي للمتمردين”.

وتعكس التصريحات المتضاربة بين الطرفين حالة الغموض التي تحيط بالمشهد الميداني في إقليم كردفان، الذي يشهد منذ أسابيع تصعيداً عسكرياً لافتاً، في ظل تراجع فرص الحل السلمي، واستمرار الانقسام الحاد بين الأطراف المتصارعة في السودان.

توقيف رجل أعمال سوداني في مصر تتهمه واشنطن بدعم حماس

اقرأ المزيد