16 مايو 2025

تقارير طبية حديثة تثير مخاوف داخل الأوساط الصحية والاستهلاكية في المغرب، بعد الحديث عن انتقال داء السل عبر الحليب ومشتقاته غير المبسترة، في ظل استمرار تداول منتجات ألبان خارج رقابة السلطات الرسمية.

وتزايدت التحذيرات بعد رصد حالات يشتبه في ارتباطها باستهلاك حليب غير معقّم مصدره حيوانات مصابة مثل الأبقار والماعز، والتي تُعد من أبرز ناقلات البكتيريا المسببة للسل إلى البشر، وفقاً لما أكده متخصصون في الأمراض الحيوانية المنشأ.

وسارع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) إلى طمأنة الرأي العام، موضحاً في بيان رسمي أن الحليب المصنع داخل وحدات الإنتاج المرخصة يخضع لمراقبة صحية صارمة ولا يشكل أي خطر على سلامة المستهلكين.

ولكنه في المقابل حذّر من منتجات الحليب المتداولة خارج هذه المنظومة، لافتاً إلى إمكانية احتوائها على مسببات لأمراض خطيرة، منها السل والتسممات المعوية.

ودعا المكتب المواطنين إلى ضرورة التأكد من وجود بيانات الترخيص الصحي على عبوات الحليب ومشتقاته، باعتبارها مؤشراً أساسياً على مطابقة المنتج للمعايير الصحية المعتمدة.

ورغم أن السل يُعرف أساساً بانتقاله بين البشر عبر الرذاذ التنفسي، إلا أن بيانات منظمة الصحة العالمية تكشف أن نحو 10% من الإصابات بهذا المرض حول العالم تُسجّل لأسباب “حيوانية”، وهو ما يعزز المخاوف المرتبطة بالحليب غير المبستر، خاصة في دول مثل المغرب، حيث لا تزال هذه الممارسة منتشرة في بعض المناطق.

وحذّر أطباء مختصون من أن المخاطر لا تقف عند حدود السل فقط، بل تشمل أمراضاً أخرى مثل التسمم الغذائي، والالتهابات المعوية، والإسهال الحاد، وهي أمراض تهدد بشكل خاص الفئات الهشة من السكان مثل الأطفال وكبار السن والحوامل ومرضى ضعف المناعة.

وفي ضوء هذه المعطيات، يؤكد الخبراء على ضرورة تكثيف حملات التوعية وتشديد الرقابة على المنتجات الغذائية غير النظامية، لتفادي انتشار أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة عبر ممارسات بسيطة كالتعقيم، والتحقق من مصدر الحليب، والابتعاد عن المنتجات مجهولة المصدر.

اعتصام عمالي في المغرب ضد مشروع قانون الإضراب

اقرأ المزيد