أكّد نائب رئيس الاتحاد الدولي للغاز أن الدول العربية تلعب دوراً مهماً في تزويد السوق العالمية بالإمدادات، مشيراً إلى ضرورة زيادة الاستثمارات لمواجهة أزمة الغاز الأوروبية وتلبية الطلب العالمي.
أشار مسؤول رفيع في الاتحاد الدولي للغاز إلى أن الدول العربية تلعب دوراً محورياً في تزويد الأسواق العالمية بالإمدادات اللازمة للغاز، لافتاً إلى دخول عدد من هذه الدول إلى السوق العالمية تدريجياً.
وأكّد نائب رئيس الاتحاد أندريا ستيغر أن الحل الأنسب لتجاوز أزمة الغاز الأوروبية، خاصةً النقص الحاد في الإمدادات بشكل عام، يكمن في زيادة الاستثمارات العالمية في القطاع.
كما تطرق إلى التحديات التي شهدتها السوق الأوروبية بعد انتهاء اتفاقية توريد الغاز الروسية إلى أوكرانيا في بداية العام الجاري (2025).
وأضاف “ستيغر” أن سوق الغاز العالمية ما زالت تتمتع بمرونة، رغم التحديات المتجددة التي تواجهها، مشيراً إلى إعادة توجيه شحنات الغاز من آسيا إلى أوروبا الشهر الماضي كدليل على تلك المرونة.
وأشار “ستيغر” إلى أن خمس دول عربية تتمتع بفرص كبيرة في سوق الغاز العالمي، وأوضح أنه منذ سنوات بدأت قطر في بناء مكانة هامة في هذا السوق، تلتها الجزائر، ليضاف إليهما تدريجياً كل من سلطنة عمان، السعودية، والإمارات.
وأكد أن هذا التزايد في عدد الدول العربية الفاعلة يمنح المنطقة دوراً أكبر في المستقبل، كما أشار إلى أن الجزائر تتمتع بشبكة قوية من خطوط الأنابيب، إضافة إلى كونها واحدة من أكبر مصدري الغاز المسال في السنوات الأخيرة.
ورغم تأكيده على أهمية إمدادات الدول العربية، إلا أن “ستيغر” استبعد أن تكون هذه الإمدادات وحدها كافية لحل الأزمة الأوروبية، مؤكّداً على ضرورة تنويع مصادر الغاز.
وأشار إلى أن السوق شهدت نمواً ملحوظاً في الطلب على الغاز، لا سيما في آسيا، ما يتطلب المزيد من الاستثمارات في القطاع لضمان جذب المزيد من المستهلكين.
وفيما يخص أسعار الغاز الأوروبية، لفت “ستيغر” إلى أن الأسعار تجاوزت حاجز 60 دولاراً لكل ميغاواط/ساعة في فبراير 2025، وهو أعلى مستوى لها منذ عامين.
وأوضح أن السوق لا تزال تشهد توترات سعرية قد تجعل من الصعب التنبؤ بمستويات الأسعار المستقبلية، كما أشار إلى صعوبة التحكم في الأسعار بعد انتهاء اتفاقية التوريد الروسية، موضحاً أن هناك صعوبة في ضمان مستويات التخزين الأوروبية في فصل الصيف المقبل لتلبية احتياجات الشتاء.
وأكّد “ستيغر” أن السوق بحاجة إلى مرونة على المدى المتوسط واستثمارات طويلة الأجل لضمان تلبية الطلب العالمي على الغاز، وأضاف أن صناعة الغاز أثبتت قدرة الغاز المسال على تلبية احتياجات السوق المتنوعة، مما يعكس الحاجة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في مشروعات الغاز المسال الجديدة.
وأشار أيضاً إلى التوترات المستمرة في السوق والتي تمثل تحدياً لكل من المنتجين والمستهلكين، مطالباً في الوقت نفسه بدعم دول إفريقيا في التوسع في مشروعات الغاز لتحقيق “عدالة الطاقة” وتلبية الطلب مع مراعاة العوامل البيئية، وأكد على أهمية العمل بسرعة أكبر لضمان استدامة مصادر الطاقة وأمن الوقود، داعيًا إلى حوار أوسع حول تعزيز الوعي بالطاقة النظيفة.
مصر تستعد لاستقبال 4 شحنات غاز مسال في أبريل لسد فجوة الاستهلاك