الدلتا الجديدة.. مشروع مصري يوسّع الرقعة الزراعية ويعيد رسم الخريطة السكانية

في خطوة تعد الأكبر في تاريخ مشروعات التنمية الزراعية في مصر، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن مشروع “الدلتا الجديدة” يمثل نقلة نوعية في استراتيجية التوسع الزراعي والعمراني للبلاد، بمساحة تتجاوز 2.2 مليون فدان ما يعادل حجم نحو خمس محافظات كاملة.

وأوضح مدبولي، في تصريحات رسمية أمس الأحد، أن المشروع يوفر ما يقارب250  ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ومن المتوقع أن يستوعب ما بين 2.5 إلى 3 ملايين أسرة، بفضل تطوير مجتمعات عمرانية وزراعية جديدة ومتكاملة تشمل مناطق صناعية ولوجستية ضخمة.

يقع المشروع غرب نهر النيل، على امتداد محور “روض الفرج – الضبعة”، ويقع على مقربة من مدينة السادس من أكتوبر، ما يضعه في موقع استراتيجي يربط بين أربع محافظات هي مطروح، البحيرة، الجيزة، والفيوم، فيما تم ربطه بشبكة الطرق القومية لتسهيل التنقل والتوزيع.

من جهته، كشف الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، أن مشروع “مستقبل مصر” يمثل النواة الأولى ضمن مكونات الدلتا الجديدة، إلى جانب مشروع “جنة مصر” الذي تم إنجازه بالكامل، ويشكلا معا منظومة توسعية تهدف إلى إضافة 15% إلى إجمالي الرقعة الزراعية في البلاد.

وفيما يتعلق بتحدي المياه، أوضحت الحكومة أن المشروع يعتمد على نظام متكامل لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي وتدويرها، بالإضافة إلى تطوير مسارين رئيسيين لتغذية الأراضي بالمياه:

المصدر الشمالي ويشمل ممر مائي بطول 170 كم ينقل 7.5 مليون متر مكعب يوميا من مياه الصرف الزراعي المعالجة عبر ترعة الحمام.

المصدر الشرقي ويمتد بطول 41.3 كم عبر ترعة “تحيا مصر”، ويضخ 10 ملايين متر مكعب يوميا من مياه نهر النيل عبر فرع رشيد.

وكان فريق بحثي متخصص أعلن في دراسات المياه الجوفية عن اكتشاف خزان جوفي ضخم في الصحراء الغربية، يتيح استصلاح نحو 7 ملايين فدان، ما يعزز من استدامة مشروع الدلتا الجديدة ويدعم زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح، الذرة الصفراء، البقوليات، الخضروات والفواكه.

ويستهدف المشروع استيعاب جزء من الكثافة السكانية المتزايدة في الدلتا القديمة، وتحقيق توازن جغرافي وتنموي، عبر نقل الكتلة السكانية نحو مناطق أكثر حداثة، مزودة بمحطات تحلية كهرباء وبنية تحتية متكاملة.

يذكر أن مشروع “الدلتا الجديدة” يأتي في إطار الرؤية الوطنية المصرية نحو تحقيق الأمن الغذائي الذاتي، وتقليل الاعتماد على الواردات الزراعية، في ظل التغيرات المناخية وتقلص موارد المياه.

دراسة تكشف خاصية هندسية غير متوقعة في تصميم أهرامات الجيزة