أعادت الجزائر، يوم الاثنين، سفيرها إلى مدريد بعد عام من سحبه احتجاجاً على انحياز إسبانيا لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية.
ولم تتبع العودة برفع الحظر عن التجارة مع الجار المتوسطي الجنوبي، بشكل كامل، مما يشير إلى استمرار الخلاف.
وأكدت وسائل الإعلام الإسبانية أن الدبلوماسي الجزائري عبد الفتاح دغموم، كان مع 5 سفراء آخرين قدموا أوراق اعتمادهم للملك فيليب السادس.
وكانت الجزائر قد أعلنت في نوفمبر الماضي عن قرار إعادة سفيرها إلى مدريد، بعد لقاءات عالية المستوى جرت في سبتمبر الماضي بنيويورك.
وأتبعت الجزائر قرارها بإلغاء حظر جزئي عن مواد ومنتجات كانت تشتريها من إسبانيا، وكانت قد أوقفت استيرادها في مارس 2023، بعد إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس، تلقيه رسالة من رئيس الحكومة الإسباني بيدرو ساشنيز، يعبر له فيها عن تأييد مقترح الحكم الذاتي الذي ترفضه الجزائر و”بوليساريو” بشدة.
وأكدت مصادر حكومية جزائرية أن قرار إعادة السفير إلى مدريد، اتخذ بعد أن قدم سانشيز إشارات إيجابية تخص عودة إسبانيا إلى حيادها من نزاع الصحراء، في إشارة إلى خطاب رئيس الحكومة في الجمعية العامة الأمم المتحدة، الذي أكد فيه أن بلاده تؤيد حلاً سياسياً مقبولاً للطرفين في ما يتعلق بالصحراء الغربية.
وقد جرت ترتيبات لزيارة وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس للجزائر في فبراير الماضي، بمثابة رسالة من الطرفين على إنهاء خلافاتهما.
ولكن حدثت انتكاسة في العلاقات بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب، حيث أعلن الديوان الملكي المغربي دعم إسبانيا لخطة الحكم الذاتي المغربية، مما أدى إلى إلغاء زيارة وزير خارجية إسبانيا المتفق عليها إلى الجزائر.
وفي محاولة لتسوية الخلافات الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، قامت الجزائر بدورٍ فعّال في محاولة وضع رئيس الحكومة الإسبانية على المحك، من خلال استضافة وزير خارجيتها في زيارة مقررة إلى الجزائر.
وكان الهدف من هذه الزيارة أن يصدر رئيس الحكومة الإسبانية تصريحات تؤكد استمرار إسبانيا على حيادها في قضية الصحراء الغربية. ومع ذلك، فإن تحفظ وزير الخارجية الإسباني على هذه الخطوة أدى إلى إلغاء الزيارة في اللحظة الأخيرة.
وأشارت تقارير إلى أن هذا التحفظ جاء نتيجة لرغبة وزير الخارجية الإسباني في تجنب مناقشة قضية الصحراء الغربية، بينما كانت الجزائر تصر على ضرورة بقاء هذه المسألة على جدول الأعمال.
المغرب يتهم الجزائر باستغلال عضويتها في مجلس الأمن لتعزيز موقفها بشأن الصحراء