22 مارس 2025

الجزائر تُعلق تعاونها القنصلي مع ثلاث محافظات فرنسية، هي نيس، مونبلييه، ومرسيليا، وذلك بعد ترحيل مهاجرين جزائريين غير نظاميين رفضت الجزائر استلامهم، لتتم إعادتهم على متن الطائرات نفسها التي نقلتهم من فرنسا.

وبحسب إذاعة “أوروبا 1″، فإن القرار الجزائري أدى إلى تجميد الاستماع القنصلي للسجناء والمحتجزين الجزائريين، مما يعني أن السلطات الفرنسية لن تتمكن من إصدار تصاريح قنصلية لترحيل الجزائريين من هذه المناطق حتى إشعار آخر.

وتفاقم التوتر بين البلدين منذ اعتراف باريس بالحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، ما أدى إلى تعثر التعاون القنصلي بين الجانبين.

وقد اعتادت فرنسا في السابق التحقق من جنسية المهاجرين غير النظاميين عبر القنصليات الجزائرية، قبل إصدار تصاريح الترحيل.

وفي 2021، انتقد وزير الداخلية الفرنسي آنذاك جيرالد دارمانان الجزائر بسبب ما وصفه بـ”عدم التعاون في ترحيل المهاجرين”، زاعماً أن أعداد المستهدفين بالترحيل تصل إلى الآلاف، بينما رد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن الرقم الحقيقي لا يتجاوز بضعة عشرات فقط.

وردّت فرنسا حينها بتقليص حصص التأشيرات الممنوحة للجزائريين بنسبة 50%، وهو ما عمّق الفجوة بين البلدين.

وعلّق إيريك سيوتي، نائب منطقة الألب البحرية، على القرار الجزائري قائلاً: “أصبحت إعادة الجزائريين مستحيلة تماماً بعد أن كانت صعبة بالفعل”، وهو ما يعكس استياء اليمين الفرنسي من هذا التصعيد.

ويقود سيوتي حزب “اتحاد اليمين الجمهوري”، الذي يطالب منذ سنوات بإلغاء اتفاق الهجرة لعام 1968 بين البلدين، وهو الاتفاق الذي يمنح الجزائريين تسهيلات خاصة في الإقامة والتوظيف بفرنسا.

وفي المقابل، حاول وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو التخفيف من حدة الأزمة، مؤكداً أن “فرنسا تريد إقامة علاقات جيدة مع الجزائر”، لكنه شدد على أن “التهدئة لا يمكن أن تأتي من طرف واحد فقط”.

ويأتي هذا التصعيد بعد أزمة “دوالمن”، المؤثر الجزائري الذي رفضت الجزائر استقباله بعد ترحيله من فرنسا بتهمة التحريض على العنف، ما دفع باريس إلى تصعيد عمليات الترحيل، وهو ما ردّت عليه الجزائر برفض استقبال 23 جزائرياً تم ترحيلهم، وإعادتهم إلى فرنسا فور وصولهم.

وفي ظل تمسك الجزائر بموقفها، وتصاعد الضغط السياسي من اليمين الفرنسي لإلغاء اتفاق الهجرة، يبدو أن العلاقات بين البلدين تتجه إلى مرحلة جديدة من التوتر، مما قد يؤدي إلى مزيد من القيود الفرنسية على المهاجرين الجزائريين، أو إجراءات انتقامية أخرى من الجزائر.

الجزائر الأكثر استهلاكاً.. تعرف على أكثر 10 دول إنتاجا للقهوة

اقرأ المزيد