في مبادرة تجمع بين الحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي، أطلقت السلطات الجزائرية بالتعاون مع نشطاء وشركات وطنية حملة وطنية موسعة تهدف إلى جمع جلود الأضاحي خلال عيد الأضحى، مستعينة بتطبيقات رقمية ذكية لتيسير عملية التبرع والاسترجاع.
وتسعى الحملة، التي تشرف عليها وزارة الصناعة ومجموعة من الوزارات الأخرى، إلى إعادة إحياء ثقافة استغلال جلود الأضاحي التي كانت جزءا لا يتجزأ من الطقوس الشعبية، بعدما تراجعت مكانتها في السنوات الأخيرة نتيجة تغيّر أنماط العيش والتوجه نحو ديكورات عصرية.
ووفقا للبيانات الرسمية، يذبح في الجزائر نحو أربعة ملايين رأس من الأضاحي سنويا، ما ينتج كمية هائلة من الجلود التي غالبا ما تلقى عشوائيا، مسببة أضرارا بيئية ومهدرة موردا يمكن استثماره في الصناعات الجلدية والنسيجية.
وتطمح الحملة الحالية إلى رفع هذه النسبة إلى 40٪ في موسم عيد الأضحى الجاري، مع هدف مبدئي بجمع 500 ألف قطعة جلدية قابلة للاستغلال.
وترى السلطات الجزائرية في هذه المبادرة أكثر من مجرد مشروع بيئي؛ فهي أيضا فرصة لتعزيز الصناعات التحويلية، وتوفير فرص عمل، وخفض فاتورة الاستيراد.
كما تسعى الحملة إلى ترسيخ ثقافة المسؤولية الجماعية والتضامن، عبر توظيف التكنولوجيا في خدمة الاقتصاد الدائري.
وفي هذا السياق، أكدت المفتشة البيطرية وممثلة مجمع “جيتاكس” العمومي لصناعة النسيج والجلود، هدى جعفري، أن الحكومة أطلقت الحملة تحت شعار “نضحي، نسلخ، نملح ونساهم بهيدورة تصلح”، وتهدف من خلالها إلى توعية المواطنين بأساليب السلخ والحفاظ على الجلود بشكل يجعلها صالحة لإعادة التدوير.
وشددت جعفري على أهمية الالتزام بالإرشادات الفنية مثل عدم بلّ الجلود بالماء، وتمليحها، وتفادي وضعها في أكياس بلاستيكية سوداء، كون هذه الأخيرة تخلق بيئة رطبة تُفسد الجلد وتمنع استغلاله الصناعي.
وشهدت نسبة الجلود المسترجعة قفزة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت من 2٪ فقط في 2018 إلى 29٪ في 2024، بحسب وزارة الفلاحة.
كأس الأمم الإفريقية.. بونجاح ينقذ الجزائر من الخسارة أمام بوركينا فاسو في الوقت القاتل