20 يوليو 2025

الأمم المتحدة حذّرت من تصاعد خطر الجوع الشديد في كل من جنوب السودان ومالي، معتبرة الدولتين من بين “أكثر البؤر الساخنة” التي تشهد مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.

وجاء ذلك في تقرير مشترك صدر بعنوان “بؤر الجوع الساخنة” عن كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، حيث دعا التقرير إلى تحرّك عاجل للحد من تداعيات الوضع الإنساني المتفاقم في البلدين، اللذين يفصل بينهما الموقع الجغرافي، لكن يجمعهما التهميش، وغياب الاستقرار، والانغلاق عن الموانئ البحرية.

وأكد التقرير أن جنوب السودان ومالي يُصنَّفان ضمن قائمة الدول التي تستدعي أعلى درجات القلق، إذ تواجه مجتمعاتهما خطر المجاعة أو مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي.

كما نوّه إلى أن إعلان حالة المجاعة يتطلب أن يعاني 20% على الأقل من السكان من نقص حاد في الغذاء، و30% من الأطفال من سوء تغذية حاد، بالإضافة إلى وفاة شخصين من كل 10 آلاف يومياً بسبب الجوع أو الأمراض المرتبطة به.

وأشار التقرير إلى أن جنوب السودان، الذي يعاني من فيضانات متكررة واضطرابات سياسية مزمنة، قد يصل عدد من يعانون فيه من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى 7.7 ملايين نسمة، بينهم 63 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة.

وأما في مالي، فقد أدت الحرب الداخلية إلى رفع أسعار الحبوب، وانخفاض الإنتاج الزراعي، مما تسبب في مواجهة نحو 2600 شخص لخطر الموت جوعاً.

وفي سياق متصل، حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من أن التقرير الجديد يمثل “إنذاراً أحمر”، مشيرة إلى أن المجتمع الإنساني يملك الأدوات والخبرة اللازمة للاستجابة، لكنه عاجز عن التحرك الفعّال بسبب نقص التمويل وعدم القدرة على الوصول إلى المناطق المتضررة.

وأضافت أن هذا العجز يجبر الوكالات الإنسانية على تقليص الحصص الغذائية، ما يحد من نطاق التدخلات الضرورية والمنقذة للحياة.

وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت خطة للعمل الإنساني لعام 2025، تستهدف مساعدة 180 مليون شخص في 70 دولة، بتكلفة تُقدّر بنحو 44 مليار دولار، غير أنها لم تتلقَّ حتى منتصف العام الجاري سوى 5.6 مليارات دولار، أي أقل من 13% من إجمالي التمويل المطلوب.

ومن جانبه، شدد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، على أن تخفيضات التمويل تركت المجتمع الإنساني أمام “خيارات مؤلمة”، داعياً دول العالم إلى تحمل مسؤولياتها.

وقال: “ما تطلبه منظمات الإغاثة لا يتجاوز 1% مما أُنفِق على الحرب خلال العام الماضي”، مؤكداً أن هذا النداء لا يتعلق فقط بالأموال، بل يُعد دعوة إلى التضامن الإنساني والالتزام الأخلاقي بإنهاء المعاناة.

الاتحاد الإفريقي يدعو لسلام دائم في ليبيا ويدين تجدد العنف بطرابلس

اقرأ المزيد