اكتشفت البعثة الأثرية المصرية ثلاث مقابر تعود لعصر الدولة الحديثة في منطقة ذراع أبو النجا بالأقصر، وأكد وزير السياحة والآثار أن هذا الكشف يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية ثقافية، وتحمل المقابر نقوشاً تاريخية مهمة، وتوضح تفاصيل حياة أصحابها.
تمكنت البعثة الأثرية المصرية من تحقيق كشف أثري مهم بمنطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربي في الأقصر، حيث عثرت على ثلاث مقابر تعود لعصر الدولة الحديثة (1570-1070 ق.م) خلال موسم الحفائر الحالي.
وصرح الدكتور شريف فتحي وزير السياحة والآثار بأن هذا الكشف يعد إنجازاً علمياً وأثرياً جديداً يضاف إلى سجل الاكتشافات الأثرية المصرية، مؤكداً أنه سيعزز مكانة مصر كوجهة عالمية للسياحة الثقافية.
وأضاف أن هذه المقابر ستشكل نقطة جذب مهمة للزوار المهتمين بالسياحة الثقافية لما تحمله من قيمة تاريخية وحضارية فريدة.
وأشاد الوزير بقدرات الكوادر الأثرية المصرية التي تمكنت من تحقيق هذا الاكتشاف بأيدٍ مصرية خالصة، مما يعكس المستوى العلمي والمهني العالي للبعثات الأثرية الوطنية.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن المقابر المكتشفة تعود جميعها لعصر الدولة الحديثة، وقد تم تحديد هويات أصحابها من خلال النقوش والكتابات الموجودة داخل المقابر.
وأشار إلى أن البعثة ستواصل أعمال التوثيق والدراسة العلمية للنقوش المتبقية للتعرف بشكل أدق على أصحاب هذه المقابر.
وكشف الدكتور محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار عن تفاصيل المقابر المكتشفة، حيث تعود المقبرة الأولى لشخص يدعى “آمون-إم-إبت” من عصر الرعامسة، وكان يعمل في معبد أو ضيعة آمون.
وأضاف أن معظم المناظر الموجودة بالمقبرة تعرضت للتلف، وما تبقى منها يصور مشاهد تقديم القرابين وحمل الأثاث الجنائزي ووليمة جنائزية.
أما المقبرتان الثانية والثالثة فتعودان للأسرة الثامنة عشرة، حيث تعود الأولى لشخص يدعى “باكي” كان يشغل منصب مشرف على صومعة الغلال، بينما تعود الثانية لشخص يدعى “إس” الذي كان يشغل عدة مناصب منها مشرف على معبد آمون بالواحات، وعمدة الواحات الشمالية، وكاتب.
وفيما يتعلق بتصميم المقابر، أوضح الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر ورئيس البعثة أن مقبرة “آمون إم إبت” تتكون من فناء صغير يليه مدخل يؤدي إلى صالة مربعة تنتهي بنيشة تعرض جدارها الغربي للتلف.
أما مقبرة “باكي” فتشمل فناءً طويلاً يشبه الممر يؤدي إلى فناء آخر ثم المدخل الرئيسي للمقبرة، يليه صالة مستعرضة تؤدي إلى صالة طولية تنتهي بمقصورة غير مكتملة تحتوي على بئر للدفن.
بينما تتكون مقبرة “إس” من فناء صغير به بئر يليه المدخل الرئيسي للمقبرة ثم صالة مستعرضة تؤدي إلى صالة طولية غير مكتملة.
يذكر أن هذه الاكتشافات تأتي ضمن سلسلة الاكتشافات الأثرية المهمة التي تشهدها مصر خلال الفترة الأخيرة، والتي تسهم في إثراء المعرفة بالحضارة المصرية القديمة وتعزيز مكانة مصر كمركز للتراث الثقافي العالمي.
وفاة مدير فني لنادي مصري خلال مباراة بدوري الدرجة الرابعة