20 يونيو 2025

كشفت البعثة الأثرية المصرية عن مبنى تاريخي في منقباد بأسيوط يعود للقرنين السادس والسابع الميلاديين، يتكون من مستويين ويحتوي على جداريات فنية تعكس الثقافة القبطية، مما يعزز فهمنا لتاريخ المنطقة.

أعلنت البعثة الأثرية المصرية عن اكتشاف مبنى تاريخي يعود للفترة ما بين القرنين السادس والسابع الميلادي بمنطقة منقباد في محافظة أسيوط، وذلك خلال أعمال الحفائر الجارية في الموقع.

وصرح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن المبنى المكتشف مشيد من الطوب ومطلي بطبقة من الملاط الأبيض، ويتكون من مستويين.

وأضاف أن الفريق عثر بداخلهما على عدد من الجداريات الأثرية الهامة، من بينها جدارية فريدة تحمل رمزية خاصة في الفن القبطي، تمثل عيوناً بشكل متكرر وفي وسطها وجه، وهي ترمز -حسب تفسير الخبراء- إلى البصيرة الروحية الداخلية التي قد تخفى عن عامة الناس، كما تعبر عن مفاهيم الحكمة والصحوة واليقظة في الشؤون الرعائية.

كما أشار خالد إلى اكتشاف جدارية أخرى تحوي بقايا رسم لوجه رجل يحمل طفلاً صغيراً، يُعتقد أنه يصور يوسف النجار وهو يحمل السيد المسيح، مع وجود تلاميذ السيد المسيح على الجانبين وكتابات قبطية بجوارهم.

من جانبه، أوضح الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن التصميم المعماري للمبنى يتكون من مستويين: المستوى العلوي يشمل ثلاث صالات متوازية تليها غرفتان، بينما يؤدي سلم هابط إلى المستوى السفلي الذي يحتوي على ثلاث قلايات متوازية وغرفتين للمعيشة.

وأضاف مصطفى أن البعثة عثرت على العديد من القطع الأثرية داخل المبنى، من بينها شاهد قبر لأحد القديسين مدون عليه كتابات قبطية تذكر اسم القديس وتاريخ وفاته، بالإضافة إلى عدد من الأنفورات (جرار فخارية) مختلفة الأحجام تحمل حروفاً قبطية، وإفريز حجري مزخرف برسوم حيوانية تمثل بقايا غزال وأسد، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الأواني الفخارية متعددة الاستخدامات.

وأكد محمود محمد، مدير عام منطقة آثار شرق أسيوط للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن أعمال الحفائر والدراسات مستمرة لتحليل الجداريات المكتشفة وفك أسرار هذا المبنى وتحديد أهميته التاريخية والدينية.

يذكر أن منطقة آثار منقباد تقع في قرية منقباد التابعة لمركز أسيوط، على بعد حوالي 12 كيلومتراً شمال غرب مدينة أسيوط، وتبعد حوالي 22 كيلومتراً عن مطار أسيوط الدولي.

وقد تم اكتشاف المنطقة لأول مرة عام 1965، وبدأت أعمال الحفائر النظامية فيها عام 1976 على فترات متقطعة، حيث استمرت المواسم الأثرية حتى عام 2010، ثم استؤنفت الأعمال بموسم حفائر جديد عام 2024.

ويعد هذا الاكتشاف الأثري إضافة مهمة لفهم الحياة الدينية والثقافية في مصر خلال العصر القبطي، كما يسلط الضوء على الأهمية التاريخية لمنطقة أسيوط التي تحتوي على العديد من المواقع الأثرية الهامة.

وفاة الطفلة صوفيا تشعل الغضب في مصر

اقرأ المزيد