شهدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) الذكرى الخمسين لتأسيسها خلال قمة استثنائية في أبوجا، حيث حذر رئيس المفوضية من تحديات كبيرة تهدد مستقبل المنظمة، مثل خطر الإرهاب وموجة الانقلابات.
احتفلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بالذكرى الخمسين لتأسيسها خلال قمة استثنائية في أبوجا، بينما تواجه المنظمة الإقليمية أزمات غير مسبوقة تهدد تماسكها ومستقبلها.
في كلمته خلال الاحتفالات، كشف رئيس مفوضية إيكواس عمر عليو توراي عن التحديات الجسيمة التي تواجه المنظمة، حيث حذر من تزايد خطر الإرهاب في منطقة الساحل، وتداعيات تغير المناخ، وموجة الانقلابات العسكرية، بالإضافة إلى استمرار معضلة الفقر والتفاوتات الاقتصادية بين الدول الأعضاء.
وتكتسب هذه التحديات أهمية خاصة في ظل الغياب الملحوظ لثلاثة أعضاء مؤسسين في المنظمة، هم بوركينا فاسو ومالي والنيجر، الذين فضلوا تشكيل تحالف منفصل بعد احتجاجهم على العقوبات التي فرضتها إيكواس إثر الانقلابات العسكرية الأخيرة.
وقد اتخذت هذه الدول خطوات جذرية شملت قطع علاقاتها العسكرية مع القوى الغربية والتحول نحو تعزيز التعاون مع روسيا.
على الرغم من هذه التطورات، أعرب توراي عن تفاؤله بقدرة المنظمة على تجاوز الأزمة، مؤكداً أن “إيكواس تبقى بيتاً مفتوحاً للجميع”، في إشارة واضحة إلى استعداد المنظمة للحوار مع الدول المنفصلة.
من جهتها، حذرت الخبيرة الأمنية بيفرلي أوتشينغ من شركة “كونترول ريسك” من أن استمرار الأوضاع الأمنية المتردية في المنطقة يقوض أي جهود للتنمية الاقتصادية، مشددة على أن “الأمن يظل الشرط الأساسي لأي تقدم اقتصادي”.
كما وجه محللون انتقادات حادة لصمت المنظمة إزاء التعديلات الدستورية المثيرة للجدل في بعض الدول الأعضاء، حيث أشاروا إلى حالة توغو كنموذج مقلق، بعد أن منح الرئيس فوري غناسينغبي نفسه منصب رئيس الوزراء بصلاحيات غير محددة المدة، في خطوة وصفها معارضوه بـ”الانقلاب الدستوري”.
يذكر أن إيكواس تأسست في 28 مايو 1975 بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون الأمني وترسيخ مبادئ الحكم الديمقراطي وحقوق الإنسان في المنطقة.
اليوم، وبعد خمسة عقود من التأسيس، تواجه المنظمة اختباراً مصيرياً يتمثل في قدرتها على تجاوز انعدام الثقة بين أعضائها، واحتواء تيار الحكم العسكري المتنامي، ومواجهة الأزمات الإنسانية المتصاعدة.
في هذه الذكرى التاريخية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن إيكواس من تجديد نفسها والحفاظ على دورها كفاعل رئيسي في المشهد الإفريقي، أم أن العاصفة الحالية قد تعصف بأحد أهم التجمعات الإقليمية في القارة السمراء؟
فرنسا في عزلة متزايدة بالساحل الإفريقي وسط انتقادات من المعارضة التشادية