20 يوليو 2025

أطباء الأسنان المصريين يواجهون أزمة مهنية، بعدما بدأت بعض الهيئات الصحية في الدول العربية رفض شهاداتهم العليا، بسبب اختلاف في مسميات التخصصات العلمية.

وتتمحور الأزمة حول غياب التوحيد في مسمى التخصصات ضمن درجات الماجستير في طب الأسنان، حيث تختلف التسمية من جامعة لأخرى ومن طبيب لآخر رغم أن محتوى الدراسة متطابق في جوهره.

فمثلاً، يحصل طبيب على شهادة في “الاستعاضة السنية المثبتة”، فيما يُسجَّل لزميله المسمى ذاته تحت اسم “تيجان وجسور”، ما يُضعف الاعتراف الخارجي بالمؤهل العلمي، باعتباره جزئياً أو غير دقيق مقارنة بالتصنيفات المعتمدة دولياً.

وقال الدكتور عمرو محمد سمري، أخصائي طب الفم والأسنان وأحد المتضررين، إن الأطباء الحاصلين على ماجستير الاستعاضة السنية من الجامعات المصرية كانوا يُمنحون تراخيص عمل بسهولة في الخارج قبل عام 2021، لكن منذ ذلك العام بدأت السلطات الصحية في بعض الدول العربية رفض الاعتراف بهذه الشهادات بسبب “عدم وضوح أو اكتمال المسمى العلمي للتخصص”.

وأوضح أن قسم طب الأسنان يتفرع إلى تخصصات دقيقة، مثل “الاستعاضة السنية المثبتة” و”الاستعاضة السنية المتحركة”، لكن مشكلة الاختلاف في الصياغة أو التسمية بين الجامعات المصرية أصبحت عائقاً أمام تصنيف الشهادات دولياً، مشيراً إلى أن هذه المسميات لم تكن موحّدة، وهو ما خلق ارتباكاً لدى الجهات الخارجية التي باتت تشكك في مطابقة المحتوى الأكاديمي للمعايير المعتمدة لديها.

ولم يقف المتضررون مكتوفي الأيدي، إذ رفع العديد منهم شكاوى إلى المجلس الأعلى للجامعات في مصر، مطالبين بتوحيد المسميات العلمية بما يتماشى مع التصنيفات الدولية المعمول بها، حتى لا تتكرر الأزمات المهنية، ويتمكن الخريجون من المنافسة في سوق العمل الإقليمي والدولي.

ومن جهته، تدخل النائب أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب المصري، بتقديم طلب إحاطة موجّه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيري التعليم العالي والصحة، داعياً إلى التحرك العاجل لمعالجة الأزمة.

وأشار إلى أن رفض اعتماد شهادات “الاستعاضة السنية المثبتة” و”المتحركة” من قبل بعض الدول عطّل مستقبل أكثر من 2000 طبيب مصري، مطالباً بسرعة التنسيق بين الجهات المعنية لإعادة الثقة الدولية في المؤهلات الطبية المصرية.

ويأمل المتضررون أن يُترجم هذا الحراك إلى خطوات تنفيذية ملموسة من قبل وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، عبر إصدار قرار رسمي بتوحيد المسميات العلمية للتخصصات الدقيقة، وضمان توثيقها بطريقة تتماشى مع التصنيفات الأكاديمية العالمية، بما يضمن الاعتراف بشهادات الخريجين في الخارج، ويُنهي معاناة مئات الأطباء العالقين بين اجتهادات بيروقراطية ومصير مهني مهدد.

سيدة تطعن نائب رئيس مدينة السنطة المصرية

اقرأ المزيد