17 يونيو 2025

في تونس يضطر نحو 70 ألف مواطن لجمع النفايات أو ما يُعرف محلياً بـ “البرباشة” كمصدر للرزق، وسط تفاقم البطالة والفقر، في غياب الحماية القانونية وظروف العمل اللائقة.

وكشفت دراسة حديثة صادرة عن المرصد الاجتماعي التونسي أن عدد العاملين في هذا النشاط غير الرسمي قد يتجاوز 70 ألف شخص، أغلبهم من الفئات الهشة والمهمّشة، حيث يتمركز معظمهم في الأحياء الشعبية والضواحي الفقيرة للعاصمة والمدن الكبرى.

وتسلّط هذه الأرقام الصادمة الضوء على واقع اجتماعي هشّ يُفاقمه غياب إطار قانوني أو اعتراف رسمي بهم كعاملين فاعلين في الدورة الاقتصادية.

ورغم ظروفهم المعيشية القاسية، يؤدي “البرباشة” دوراً محورياً في الاقتصاد الدائري من خلال جمع وفرز النفايات القابلة لإعادة التدوير مثل البلاستيك، والزجاج، والورق، والمعادن، مما يوفّر المواد الأولية للصناعات التحويلية، ويقلّص من الكميات الموجهة إلى المصبات العشوائية.

ومع ذلك، تبقى مساهماتهم خارج نطاق الاعتراف المؤسسي، ويُمارَس هذا النشاط في بيئة خالية من شروط السلامة والكرامة.

وتفتقر هذه الفئة لأي نوع من الحماية الاجتماعية أو الصحية، إذ لا تشملهم منظومة التقاعد، ولا يستفيدون من التأمينات، مما يجعلهم فريسة سهلة للاستغلال والتهميش، في ظل غياب رؤية حكومية واضحة لدمجهم في القطاع المنظم.

ودعا المرصد الاجتماعي التونسي إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات العمومية تجاه هذه الفئة، والانتقال من منطق التجاهل إلى منطق الإدماج، عبر تأطير عملهم قانونياً، وتوفير الحماية الاجتماعية اللازمة لهم، بما يضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة والعيش الكريم.

وتبقى معاناة “البرباشة” في تونس مرآة تعكس حجم التحديات الاجتماعية التي تواجه البلاد، والتي لا يمكن تجاوزها إلا بتبني سياسات شاملة تأخذ بعين الاعتبار الفئات المنسية في الهامش الاقتصادي والاجتماعي.

التونسية أنس جابر تتأهل للدور الثالث في بطولة أستراليا المفتوحة

اقرأ المزيد