05 ديسمبر 2025

في مشهد إنساني صادم يعكس عمق أزمة الهجرة غير النظامية، أفادت وسائل إعلام إسبانية، اليوم السبت، بأن ما لا يقل عن 54 طفلا ونحو 30 بالغا تمكنوا من عبور البحر سباحة من السواحل المغربية إلى جيب سبتة الإسباني، متحدين الظروف الجوية القاسية من أمواج عالية وضباب كثيف.

وبثّت قناة RTVE الرسمية مشاهد لقوارب الحرس المدني الإسباني وهي تنفذ عمليات إنقاذ عاجلة على السواحل، فيما استطاع عدد من المهاجرين الوصول إلى اليابسة دون تدخل.

ووفق السلطات المحلية، فإن معظم هؤلاء الأطفال من الجنسية المغربية، وجرى نقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة داخل المدينة، بينما وجّهت حكومة سبتة نداء عاجلا إلى الحكومة المركزية في مدريد تطالب فيه بدعم فوري، معتبرة أن “الوضع تجاوز قدرات الإقليم”،

وتأتي هذه المحاولة الجماعية في سياق تصاعد موجات الهجرة غير النظامية نحو الجيبين الإسبانيين سبتة ومليلية، اللذين يشكّلان الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الإفريقية.

وكان الضباب الكثيف، كما في حالات سابقة، عاملا مساعدا لهؤلاء المهاجرين، حيث استُخدم كغطاء للعبور البحري في ظل ضعف الرؤية والمراقبة.

وبالعودة إلى أغسطس من العام الماضي، سجلت الأجهزة الأمنية حالات مشابهة استغل فيها المهاجرون الظروف المناخية لاختراق الحدود، فيما تبقى حادثة 2021 ماثلة في الذاكرة، عندما حاول صبي مغربي عبور البحر وهو يتشبث بزجاجات بلاستيكية فارغة.

وبحسب الإجراءات الإسبانية، يعاد البالغون المغاربة الذين يضبطون أثناء محاولات العبور إلى بلادهم فورا، باستثناء طالبي اللجوء، في حين يستثنى القاصرون من الإعادة الفورية، ويتم احتجازهم مؤقتا داخل مراكز إيواء، تحت رعاية السلطات المحلية.

وتخضع الجنسيات غير المغربية لإجراءات قانونية مختلفة، يتم خلالها نقلهم إلى مراكز استقبال المهاجرين، ومن ثم إطلاق سراحهم مؤقتًا بعد أيام.

المغرب يسجل عجزاً تجارياً قياسياً يتجاوز 304 مليار درهم في 2024

اقرأ المزيد