الدائرة الجنائية المتخصصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية في تونس، أصدرت حكما ابتدائيا حضوريا بالسجن لمدة 22 عاما بحق الخطيب الإدريسي، أحد أبرز رموز التيار السلفي في البلاد، بعد إدانته بالتحريض على الانضمام لتنظيمات إرهابية والقتال في الخارج، إلى جانب مجموعة من المتهمين الآخرين، من بينهم موقوفون وآخرون فارّون من العدالة.
ووفق مصادر قضائية، فإن لائحة الاتهام شملت التحريض العلني على الإرهاب، وتجنيد عناصر للقتال خارج البلاد، والتنظيم اللوجستي لسفر المقاتلين إلى مناطق النزاع، فيما لا يزال ثلاثة من المتهمين الرئيسيين في حالة فرار.
ويعد هذا الحكم أحد الأحكام الثقيلة التي صدرت مؤخرا في سياق جهود الدولة التونسية لمكافحة التطرف وتجفيف منابعه الفكرية والتنظيمية، في وقت تواصل فيه الأجهزة الأمنية متابعة التحركات المرتبطة بالشبكات المتشددة، داخل البلاد وخارجها.
ويأتي الحكم في ظل مخاوف متجددة من عودة بؤر التطرف إلى النشاط، بعد تراجع نسبي خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى تونس إلى تعزيز المنظومة القضائية والأمنية للتصدي للتهديدات الإرهابية، خاصة تلك المرتبطة بتجنيد الشباب والسفر نحو ساحات الصراع.
وتعود جذور القضية إلى عام 2023، حين أوقفت السلطات القضائية الإدريسي برفقة شخصين في منطقة سيدي علي بن عون بمحافظة سيدي بوزيد، في إطار تحقيقات حول شبكة يُشتبه في تورطها بدعوة شبّان تونسيين للالتحاق بجماعات متطرفة تنشط في الأراضي السورية.
ضبط كميات من الوقود المهرب في منفذ رأس اجدير الحدودي بين ليبيا وتونس (صور)
