05 ديسمبر 2025

تقرير جديد لمركز إفريقيا للدراسات الإستراتيجية (ACSS)، كشف عن تصاعد خطير في وتيرة العنف الإرهابي بالقارة الإفريقية خلال عام 2024، مع تسجيل أكثر من 22,000 قتيل على يد جماعات مسلحة تنتمي لتنظيمات “جهادية” متطرفة، في حصيلة تعد الأعلى خلال عقد من الزمن.

وأوضح التقرير، الذي نقل مضمونه موقع DefenseWeb، أن منطقة الساحل الإفريقي كانت الأكثر تضررا، حيث سجلت بمفردها 10,685 حالة وفاة، أي ما يعادل نصف ضحايا الإرهاب في القارة، تلتها الصومال بـ 7,289 قتيلا، ثم دول حوض بحيرة تشاد (نيجيريا، الكاميرون، التشاد، جنوب شرق النيجر) التي احتلت المرتبة الثالثة.

وتشكل هذه المناطق الثلاث مجتمعة 99% من إجمالي ضحايا الإرهاب المسجلين في إفريقيا خلال العام الماضي، بحسب التقرير الذي حذر من أن الجماعات المتشددة أصبحت تسيطر على نحو 950 ألف كيلومتر مربع من الأراضي المأهولة بالسكان، وهي مساحة تفوق حجم دولة مثل تنزانيا، مع تركّز كبير في منطقة الساحل.

وسجلت المعارك والاشتباكات المسلحة بين هذه الجماعات والقوات الحكومية أو الفصائل المحلية ارتفاعا حادا، إذ قتل فيها وحدها 15,678 شخصا، بزيادة نسبتها 14% مقارنة بسنة 2023، ما يشير إلى تمدد خطير للنزاعات وانهيار أجزاء من سلطة الدولة في العديد من البؤر الساخنة.

وفي شمال إفريقيا، ظلت معدلات العنف منخفضة نسبيا، مع متوسط 30 قتيلا سنويا خلال السنوات الثلاث الماضية، معظمهم في عمليات أمنية استهدفت بقايا خلايا متشددة، أما الجزائر، فقد سجّلت خلال 2024، 17 قتيلا في 13 حادثة عنف، ثلاث منها مرتبطة بخلية يشتبه في انتمائها لتنظيم “داعش”، تضم مقاتلين أجانب يُعتقد أنهم قدموا من سوريا بهدف جمع تمويلات لدعم الشبكة الإرهابية عالميا.

كما سلط التقرير الضوء على الدور المحوري الذي لا تزال تلعبه ليبيا كممر لعبور المقاتلين والدعم اللوجستي، حيث أوقفت الأجهزة الأمنية الليبية سوريين اثنين تورطا في تسهيل حركة المقاتلين من سوريا إلى مالي عبر الأراضي الليبية.

واختتم التقرير بالتنبيه إلى أن منطقة الساحل والصومال تصدرتا المشهد الدموي في القارة خلال العقد الأخير، حيث سجّل كل منهما أكثر من 49,000 قتيل، فيما بلغت حصيلة القتلى في حوض بحيرة تشاد نحو 39,000 ضحية خلال الفترة نفسها، ما يؤكد أن الإرهاب في إفريقيا بات تحديًا استراتيجيًا متجددًا يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.

 

 

الجزائر ترحل 265 مهاجرا من مالي وبنين

اقرأ المزيد