05 ديسمبر 2025

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كشفت أن نحو 130 ألف طفل يواجهون أوضاعاً مأساوية في الفاشر بشمال دارفور في السودان، وسط حصار مستمر منذ 500 يوم وأزمة إنسانية متفاقمة جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وأوضحت المنظمة في بيان أن الفاشر تحولت إلى “بؤرة لمعاناة الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية والأمراض والعنف”، مؤكدة أن “أرواحاً غضّة تُزهق يومياً”، وأضافت أن ما لا يقل عن 600 ألف شخص نزحوا خلال الأشهر الأخيرة من المدينة ومخيماتها المحيطة، نصفهم من الأطفال.

وبحسب التقديرات، لا يزال نحو 260 ألف مدني داخل الفاشر، بينهم 130 ألف طفل، محرومين من المساعدات الإنسانية منذ أكثر من 16 شهراً.

وتشهد دارفور إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ اندلعت المواجهات المسلحة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليون، فيما تشير دراسات مستقلة إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألفاً.

ونقلت يونيسف عن مديرتها التنفيذية كاثرين راسل قولها: “الأطفال في الفاشر يتضوّرون جوعاً فيما تُمنَع عنهم خدمات التغذية المنقذة للأرواح”، معتبرة أن منع الوصول الإنساني “انتهاك جسيم لحقوق الطفل” يهدد حياتهم.

وبحسب المنظمة، تم التحقق من أكثر من 1100 انتهاك جسيم بحق الأطفال في الفاشر منذ إبريل 2024، شملت قتل وجرح أكثر من ألف طفل، ووقوع 23 ضحية على الأقل لجرائم اغتصاب وانتهاكات جنسية، إضافة إلى اختطاف وتجنيد آخرين من قبل جماعات مسلحة.

كما أورد البيان أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع أدى إلى نفاد الإمدادات الطبية والغذائية، مما أجبر المرافق الصحية وفرق التغذية على تعليق خدماتها، ووقف علاج نحو 6 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

ولفتت المنظمة إلى أن أكثر من 10 آلاف طفل عولجوا من سوء التغذية منذ مطلع العام، لكن توقف الدعم أدى إلى وفاة 63 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، خلال أسبوع واحد.

وفي سياق متصل، حذرت يونيسف من تزامن الحصار مع أسوأ تفشٍ للكوليرا في السودان منذ عقود، إذ بلغ عدد الإصابات في دارفور نحو خمسة آلاف حالة، مع تسجيل 98 وفاة.

السودان.. توثيق أكثر من 1300 حالة اغتصاب بمناطق سيطرة الدعم السريع

اقرأ المزيد