05 ديسمبر 2025

سلسلة وفيات غامضة بسجون تونس تثير غضباً، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان تدعو لتحقيقات مستقلة في انتهاكات محتملة لحقوق السجناء، مطالبة وزارة العدل وهيئة السجون بالتدخل.

وأحدث هذه القضايا كانت وفاة السجين حازم عمارة، العامل في أحد المقاهي والمصاب بأمراض القلب والسكري، والذي توفي قبل أيام وهو مكبل الساقين في أحد مستشفيات محافظة نابل أثناء قضائه عقوبة بالسجن ثلاثة أشهر.

وقد فجرت والدته، حياة الجبالي، موجة غضب بعد مناشدتها المؤثرة للرئيس قيس سعيد، متهمة السلطات بالتقصير في رعاية ابنها وعدم مراعاة حالته الصحية، ومؤكدة أن ملفه الطبي لم يُرفق بإدارة السجن رغم تقديم نسخة منه للجهات القضائية.

وتزامنت وفاة حازم مع حالتين أخريين: وفاة محمد أمين الجندوبي، الذي كان يقضي عقوبة في سجن برج العامري بمحافظة منوبة، وتوفي بمستشفى الرابطة بالعاصمة في ظروف مثيرة للجدل، ووفاة وسيم الجزيري الذي كان يعاني اضطرابات نفسية حادة.

وزارة العدل، عبر الناطق باسم الهيئة العامة للسجون والإصلاح رمزي الكوكي، نفت أي إهمال طبي أو سوء معاملة، مؤكدة أن حازم تلقى أدويته منذ دخوله السجن وخضع لمتابعة طبية موثقة بتقارير رسمية، وهو ما يتناقض مع رواية العائلة ويثير تساؤلات حول الشفافية في التعامل مع هذه الملفات.

وشدد رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، بسام الطريفي، على أن هذه الوفيات حدثت في “عهدة الدولة” وبالتالي تتحمل وزارة العدل المسؤولية، منتقداً ضعف الرعاية الصحية والاكتظاظ الحاد والنقص في الأدوية، ودعا إلى مراجعة ظروف نقل السجناء للمستشفيات، وتعويض عقوبات السجن بعقوبات بديلة للتخفيف من الاكتظاظ.

ومن جانبه، أكد الكاتب العام للهيئة الوطنية للمحامين، حسان التوكابري، متابعة هذه الملفات بالتنسيق مع الرابطة الحقوقية، معتبراً أن الحكومات المتعاقبة لم تتخذ إصلاحات جادة لمعالجة اكتظاظ السجون الذي وصل في بعضها إلى 200%، وداعياً إلى مراجعة التشريعات التي ترفع أعداد الموقوفين على ذمة التحقيق.

ورغم التباين في تشخيص الوضع، يتفق الحقوقيون والحكومة على ضرورة تحسين أوضاع السجون وإصلاح المنظومة العقابية بما يضمن كرامة النزلاء ويعالج المشكلات البنيوية التي فاقمت الاحتقان.

الرئيس التونسي يسعى لإعادة صياغة صلاحيات البنك المركزي

اقرأ المزيد