شاب مغربي يبلغ من العمر 22 عاماً، توفي متأثراً بحروق من الدرجة الثالثة، بعد أن أضرم النار في جسده أمام مقر المنطقة الأمنية الرابعة بمنطقة بنسودة في مدينة فاس.
ووفقاً للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفاس، فإن الشاب توفي مساء أمس الاثنين، بعد أكثر من عشرة أيام قضاها في المركب الجامعي الحسن الثاني، الذي وصفته الجمعية بـ”العاجز عن تقديم العلاج المناسب”.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى 13 فبراير، حين قام الشاب بسكب مادة قابلة للاشتعال على جسده وإضرام النار فيه أمام المنطقة الأمنية، في خطوة صادمة أثارت ردود فعل حقوقية واسعة.
وقد سبق للضحية أن تقدم بشكوى لدى الدائرة الأمنية “18” ضد أشخاص هددوه مراراً، لكنه لم يتلقَ أي استجابة، ما دفعه إلى هذا التصرف المأساوي.
وفي أعقاب وفاته، دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق شامل في الحادثة، مطالبة بتحديد المسؤوليات فيما إذا كان هناك تقصير في التعامل مع شكاية الشاب، وأيضاً في تقديم الرعاية الصحية المناسبة له بعد الحادث.
كما انتقدت الجمعية ضعف الإمكانيات الصحية في فاس، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تعجز فيه المستشفيات عن معالجة حالات مثل هذه، تستمر الأشغال بشكل متسارع في تجهيز مركب رياضي في المدينة.
وكانت الجمعية قد ناشدت وزير الصحة المغربي بنقل الشاب إلى مستشفى أكثر تجهيزاً في الدار البيضاء، إلا أن عدم توفر أسرّة شاغرة حال دون ذلك، ليبقى في فاس حتى وفاته.
واعتبرت الجمعية أن هذه الحادثة تعكس إشكالات أعمق تتعلق بوضعية الصحة العمومية وغياب آليات فعالة للاستجابة لشكاوى المواطنين، داعية إلى تحسين الخدمات الصحية وضمان حقوق المواطنين في العلاج والعدالة.