شهد المشهد السياسي المغربي موجة جديدة من الجدل، بعد أن ظهر وزير التجهيز والماء نزار بركة في برنامج تلفزيوني وهو يعلن مشاركته “بصفته الحزبية لا الحكومية”، في وقت تعيش فيه البلاد على وقع احتجاجات متواصلة يقودها شباب حركة “جيل زد 212” للمطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية أعمق.
وجاءت تصريحات بركة خلال حلقة من برنامج “نكونو واضحين” على القناة الثانية المغربية، التي خُصصت لمناقشة احتجاجات الشباب، وشارك فيها عدد من الفاعلين السياسيين، بينهم نائبة برلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، وأعضاء من حركة جيل زد التي نظمت تظاهرات في الرباط ومدن أخرى منذ أواخر سبتمبر.
لكن المداخلة التي كان يُفترض أن تحمل موقف الحكومة من الغضب الشبابي، تحوّلت إلى نقطة اشتعال جديدة، بعدما أكد الوزير أنه حضر بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال، وهو ما فُسّر على نطاق واسع بأنه محاولة للتهرب من المسؤولية الحكومية وسط تصاعد الغضب الشعبي.
وهاجم عدد من الصحافيين والفاعلين السياسيين ما اعتبروه “موقفا غير مسؤول” من وزير يمثّل قطاعًا حيويًا في الحكومة. وكتب الصحافي سمير شوقي على “فيسبوك” أن “القائد الحقيقي لا يقفز من السفينة حين تغرق، بل يبقى على متنها”، مضيفًا أن بركة “يتنصل من الحكومة التي تمنحه السلطة والامتيازات”.
وفي الاتجاه ذاته، رأى الإعلامي عبد الحميد جماهري، مدير صحيفة “الاتحاد الاشتراكي”، أن الوزير “فقد المعنى من مشاركته في البرنامج حين اختار صفته الحزبية بدل الحكومية”، معتبرا أن ذلك “يكشف عن قطيعة بين الحكومة والمجتمع، خصوصا في ظل الأزمة مع الشباب”.
انطلاق كأس العالم للناشئين في قطر بمشاركة عربية واسعة
